بعد عام مضى على الزلزال المدمر الذي ضرب شمال غربي سوريا وجنوبي تركيا، لا تزال معاناة المتضررين حاضرة، خاصةً مع عيش العديد منهم في خيم قماشية لا تقيهم قساوة الطقس بجميع حالاته.

لذلك وقّعت جمعية غراس الخير الإنسانية مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية اتفاقية ستحسن معيشة مئات العائلات في شمال غربي سوريا.

توقيع اتفاقية تأسيس كرفانات مع مركز الملك سلمان

توقيع اتفاقية تأسيس كرفانات مع مركز الملك سلمان

اتفاقية جمعية غراس الخير مع مركز الملك سلمان

اتفاقية جمعية غراس الخير مع مركز الملك سلمان

مشروع غراس الخير الـ500 كرفانة بدأ لإسكان النازحين

تعمل جمعية غراس الخير مؤخراً، وبدعم من مركز الملك سلمان على تجهيز مشروع استبدال 501 خيمة ببيوت مسبقة الصنع (كرفانات) في مدينة مارع بريف حلب، على أمل أن توفر لقاطنيها المأوى المستقر والأكثر استدامة وراحة.

تتميز الكرفانات المذكورة بجهوزيتها بكافة المرافق الأساسية للمبيت من كهرباء وماء ومطبخ وحمام، والأهم أنها مقاومة للسيول والأمطار وعازلة للظروف المناخية الخارجية.

الكرفانة والمستفيدون

ومن المتوقع أن يستفيد من هذا المشروع 2,018 فرد بواقع 400 أسرة، وسيستهدف المشروع بالمقام الأول العائلات المتضررة من الزلازل والعائلات المحتاجة للسكن ضمن المجتمع المضيف في مدينة مارع (النسبة العظمى للمتضررين من الزلازل ).
أما فيما يتعلق بخواص الكرفانات، فتبلغ المساحة الخارجية للكرفانة 21 متر مربع، ويتصل بالكرفانة (بناء اسمنتي) عبارة عن مطبخ وحمام بمساحة 4.5 متر مربع ، تتوفر في كل كرفانة التمديدات الكهربائية والصحية.

وسيتم تخصيص كرفانة مفردة ومرفق للعائلات التي لا يزيد عدد أفرادها عن 6 أشخاص، بينما سيخصص للعائلات التي تزيد عن 6 أفراد كرفانة عدد 2 مع مرفق.

كما يعتزم هذا المشروع تجهيز 3 حدائق للأطفال كمساحات آمنة ومريحة للعب والترويح عن النفس، وما من شأنه منحهم بيئة صحية وترفيهية وتخفيف الضغوطات التي تعاني منها الأسر في ظل الظروف الصعبة.

ما زالوا على أنقاض الكارثة!

بحسب الأمم المتحدة، فتضرر أكثر من 8.8 مليون شخص من الزلزال في سوريا، ودمر أكثر من 23 ألف بناء، ما يجعل الحاجة لمشاريع مماثلة لمشروع الكرافانات المذكور أمراً ملحّاً وضرورة للمتضررين.

وتضررت نتیجة الزلزال المدمر 148 مدینة وبلدة شمال غربي سوریا، وخلفت 7 مدن منکوبة، حيث يقطن 374,514 نسمة من دون مأوى، نظراً للدمار الكبير کبیر الذي منيت به المنطقة.

کما دمّر الزلزال شبکات المیاه والصرف الصحي ضمن هذه المدن مما جعل المساکن المدمرة بشکل جزئي غیر قابلة للسکن أیضاً.

ويضاف إلى معاناة شمال غربي سوريا قصف النظام وروسيا المتواصلين إلى يومنا هذا، وسط ظروف إنسانية صعبة يعيشها المهجرين الذين يشكلون أكثر من مليوني نسمة.

وفي تقرير صدر عن الأمم المتحدة، وسلط الضوء على إجمالي الأضرار والخسائر في سوريا نتيجة الزلازل 2023، وصلت إلى قرابة 9 مليارات دولار، منوهةً إلى أن هناك حاجة لنحو 15 مليار دولار للتعافي في المناطق المتضررة.

مناشدات لتغطية العجز

وكان أطلق فريق منسقو استجابة سورية أطلق بداية 2024، نداء مناشدة عاجلاً لتغطية القطاعات الإنسانية في شمال غرب سوريا، حيث مخيمات النازحين، وخاصة مع دخول فصل الشتاء، مطالباً بتغطية الحد الأدنى من التمويل الخاص لكل قطاع على النحو الآتي: قطاع التعليم بمقدار 24 مليون دولار، قطاع الأمن الغذائي وسبل العيش بمقدار 32 مليون دولار، قطاع الصحة والتغذية بمقدار 13 مليون دولار، قطاع المأوى بمقدار 32 مليون دولار، قطاع المياه والإصحاح بمقدار 18 مليون دولار، قطاع الحماية بمقدار 1 مليون دولار، قطاع المواد غير الغذائية بمقدار 9 ملايين دولار. وطلب من كافة المنظمات والهيئات الإنسانية، المساهمة الفعالة في تأمين احتياجات الشتاء للنازحين ضمن المخيمات بشكل عام.

وكان قرار برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة تخفيض دعمه لمستويات كبيرة في شمال سوريا خلال عام 2024 سبباً في خسارة مئات العاملين في المنظمة لوظائفهم، ما انعكس على حرمان عائلات من الدخل.

كما توقفت عشرات المشاريع الإنسانية التي أثّرت بشكل مباشر على قطاعات الصحة والنظافة والتعليم، فضلاً عن تقليص الدعم المالي المقدم للنازحين لأكثر من النصف، فيما حوّلت منظمات إنسانية الدعم المقدم من النظام الشهري إلى نظام كل شهرين مرة.

وفي هذا السياق، أكد مصدر في وكالة “الأوتشا” التابعة للأمم المتحدة في تصريح صحفي أن البرنامج أوقف دعمه للمنظمات بسبب انخفاض التمويل، إذ إن منظمة الغذاء العالمي كانت تُدخل شهريا 260 ألف سلة لمناطق شمال غرب سوريا، إلى جانب مشاريع التعليم والمياه المقدمة من المنظمة الدولية للهجرة “آي أو إم” (IOM) والتي يستفيد منها عشرات آلاف النازحين.

وقال إن مشاريع بناء الكرفانات والصرف الصحي وترحيل القمامة -المدعومة كلها من وكالات الأمم المتحدة- بدأت بالتوقف إثر التخفيض الجديد.

وأشار المصدر ذاته إلى وجود مخاوف من تحوُّل الوضع في شمال البلاد إلى كارثي وحدوث مجاعة خلال العام الجديد إذا استمر نقص المساعدات وانسحاب المنظمات.

رابط التبرع لمتضرري الزلازل النازحين

حملة أجود الناس من غراس الخير