مقدمة عن ترميم المساجد والمدارس في سوريا

في ظل ما شهدته سوريا من سنوات حرب طويلة دمت البنية التحتية الأساسية من مدارس ومشافي ومساجد، تركت خلفها دمارًا واسعًا في البنية التحتية جعلت الناس والعائلات تعيش وضع مأساوي للغاية، حيث كانت المساجد والمدارس من أكثر المنشآت التي طالها التدمير والإهمال. لم تكن تلك الأماكن مجرد مبانٍ ثانوية، بل مراكز أساسية حضارية ومنارات للعلم والتربية والأخلاق لأفراد أي حضارة بشرية. اليوم، وفي مواسم الخير والأجر العظيم ولاسيما في شهر ذي الحجة المباركة، تأتي مبادرات ترميم المساجد والمدارس كفرصة عظيمة لتحويل الألم إلى أمل، والركام إلى بناء يضيء المستقبل بالإيمان والمعرفة.

المساجد بيوت الله التي تحتاجنا

قال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ﴾ [النور: 36]، فالمساجد فضلاً عن دورها الرئيسي في العبادة وإقامة الصلوات ، تعد مراكز للدراسة والعلم واجتماع المسلمين وتوحيدهم، حيث تجمع الناس على طاعة الله، وتبني فيهم روح الجماعة والانتماء. في كثير من القرى والمدن السورية، دُمِّرت المساجد أو تعطّلت بفعل القصف أو الإهمال، مما حرم الأهالي من أداء شعائرهم فيها، وأفقد المجتمع مكانًا محوريًا للقاء والتعليم والدعوة.

ترميم هذه المساجد هو إحياء لروح ووحدة المجتمع المسلم، وهو صدقة جارية تمتد آثارها لعقود، بل لأجيال. فكل صلاة تُقام، وكل ذكر يُرفع، وكل طفل يتعلم القرآن في حلقات المساجد، هو سهم في ميزان من ساهم في إعادة إعمارها.

دمار المسجد الأموي في حلب

المدارس جسور الأمل نحو المستقبل

أما المدارس، فهي القلب النابض لكل مجتمع يسعى للنهوض، والعقل الذي يصوغ وعي الأجيال القادمة. لكن في سوريا، دُمّرت آلاف المدارس كليًا أو جزئيًا، وتحولت بعضها إلى مراكز إيواء أو أطلال مهجورة. وفي كثير من المناطق، يُضطر الطلاب للدراسة في خيام أو مبانٍ للمدارس متهالكة، وسط بيئة غير آمنة وغير صحية.

تُظهر الوثائق والبيانات أن العديد من المدارس المتبقية تعاني من نقص حاد في البنية التحتية، كغياب التدفئة، وتهالك الأبواب والنوافذ هذا إن كانت موجودة، وانعدام دورات المياه النظيفة. كما أن هناك حاجة ماسة إلى تجهيزات مدرسية مثل المقاعد والسبورات، إضافة إلى مستلزمات المعلمين والطلاب.

من هنا، فإن المساهمة في ترميم المدارس السورية هو استثمار في العقول والجيل الجديد، وبناء فعلي للمستقبل. كل طالب يعود إلى مقعده في فصل دافئ ونظيف، هو مشروع بناء لمجتمع متماسك ومتعلم، وقادر على النهوض من تحت الأنقاض للمساهمة في نهضة وازهار البلد.

تقرير وزارة التربية والتعليم السورية عن واقع المدارس

وفق تقرير وزارة التربية والتعليم السورية عدد المدارس والأبنية التعليمة الخارجة عن الخدمة يبلغ 7849 من أصل 19426 . وتتراوح حاجات إعادة تأهيل هذا المدارس وفق التالي:

  • 5282 مدرسة تحتاج صيانة متوسطة حيث يوجد بها ضرر أقل من 50%.
  • 2071 مدرسة تحتاج صيانة ثقيلة حيث يوجد بها ضرر أكثر من 65%.
  • فيما بقي 496 مدرسة مدمرة بشكل كلي

حاجات ترميم المدارس عاجلة لاستيعاب العدد الكبير من الطلاب الذي بلغ أكثر من 4 ملايين طلاب وهذا الأعداد مرشحة للزيادة بشكل مستمر مع عودة النازحين واللاجئين السوريين بشكل مستمر بعد التحرير ، بالإضافة إلى أن ترميم المدارس يمنح فرصة عمل لأكثر من 370 ألف معلم ومعلمة.

المدارس المدمرة في سوريا

احتياجات العملية التعليمية

مقاعد دراسية عدد 135,274، طابعة عدد 33,700، حاسب مكتبي عدد 127,496، حاسب محمول عدد 35,600

كرسي المعلم عدد 52,500، مدافيء ولوازمها عدد 45,600، سبورات صفية عدد 56,190، طاولة معلم عدد 50,100

احتياجات عمليات الحوكمة

حاسب محمول عدد 5,000، حاسب مكتبي عدد 6,000، طابعة عدد 4,000، وحدة عدم انقطاع التيار الكهربائي عدد 6,000

 آلية نقل عدد 200، قارئ باركود عدد 4,000، داتا سنتر عدد 1، تجهيزات شبكة داخلية ………….سويتش عدد 170

موسم الأجر خيرُ وقت لغراس الخير

في مواسم الطاعات، كأيام العشر من ذي الحجة، ويوم عرفة، تتضاعف الأجور وتُفتح أبواب الرحمة.

وفي الحديث الصحيح: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له.” [رواه مسلم].

وترميم المساجد والمدارس يحقق هذه الثلاث مجتمعة:

  • صدقة جارية في البناء والصيانة.
  • علم يُنتفع به في فصول الدراسة وحلقات التعليم.
  • ودعوات لا تنقطع من أهل المساجد ورواد المدارس.

إنها فرصة لا تُقدّر بثمن لمن يبحث عن عمل يدوم أثره، ويثمر في الدنيا والآخرة.

 

ماهي الاحتياجات المطلوبة لتأهيل المدارس والمساجد

وفقًا لتقارير الاحتياجات الميدانية، هناك عشرات المساجد في سوريا تحتاج بشكل عاجل إلى:

  • ترميم الأسقف والجدران المتهالكة.
  • تأهيل دورات المياه ومرافق الوضوء.
  • فرش المساجد بالسجاد المناسب وتجهيز أنظمة الإنارة والصوت.

أما المدارس، فاحتياجاتها تشمل:

  • ترميم الصفوف المتضررة.
  • تأهيل المرافق الصحية والمياه النظيفة.
  • تأمين مقاعد دراسية، سبورات، وسائل تعليمية.
  • صيانة شبكات الكهرباء والتدفئة لضمان بيئة تعليمية آمنة.

كل مبلغ يُسهم في سد جزء من هذه الاحتياجات العاجلة لفتح المدارس والمساجد من جديد.

كيف يمكنك المساهمة؟

بإمكان كل فرد أن يكون شريكًا في هذا الخير من خلال:

  • التبرع المالي للمشاريع الجارية.
  • التكفل الجزئي أو الكامل بترميم مسجد أو صف دراسي.
  • نشر الحملة في محيطه وتشجيع غيره على العطاء.
  • احتساب النية بأنها صدقة جارية، وخير باقٍ لا ينقطع.

يمكنكم الأن من أي مكان بالعالم المساهمة في حملة لترميم المدارس في سوريا عبر جمعية غراس الخير الإنسانية التي تعمل منذ أكثر من 10 سنوات في الجانب الإغاثي في سوريا. يمكنكم التبرع عبر بيبال أو البطاقة البنكية عبر الرابط التالي

ختاماً ابن بيدك نوراً لاينطفئ

في زمن كثرت فيه التحديات التي تواجه البشر في هذه الدنيا من حروب وكوراث وأزمات لاتنتهي، كن أنت من يُضيء الطريق. اجعل لك سهمًا في بناء مسجد يُرفع فيه اسم الله، أو مدرسة تُخرّج أجيالًا تكتب النور بالأمل.

ساهم اليوم… فكل حجر في مسجد أو مقعد في صف دراسي، هو لبنة في صرحٍ من الأجر لا يهدم.