توفي خمسة أطفال، الاثنين 18 مارس الحالي، بسبب انهيار جدار فوق خيمة في مدينة سرمدا بريف محافظة إدلب.

وكان الجدار يحتجز خلفه مخزناً للحبوب، وكان موقعه متاخماً لروضة خاصة بالأطفال الذي كانوا يتلقون التعليم داخل خيمة أثناء الحادثة.

الدفاع المدني السوري في موقع انهيار الجدار على الطلاب في إدلب والذي أسفر عن مقتل 5 منهم

أطفال سوريا: تحميل زائد أودى بأرواحهم

وفي تصريح لفريق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) قال، إن انهيار الجدار تسبب “بوفاة 5 أطفال وإصابة 8 آخرين بينهم معلّمة بجروح خطيرة”، موضح أن جدار هو مستودع للحبوب انهار فوق خيمة تعليمية بسبب الضغط الزائد الناتج عن تراكم أكياس القمح والأعلاف.

ويعيش مئات الآلاف من النازحين والمهجرين في مخيمات بإدلب وشمال سوريا وسط ظروف معيشية صعبة في أعقاب الحرب التي دارت بالبلاد على مدى 13 سنة، والتي تركت ملايين السوريين في حياة المخيمات وما تحتويه من مخاطر وتداعيات.

الدفاع المدني السوري في موقع انهيار الجدار على الطلاب في إدلب والذي أسفر عن مقتل 5 منهموتفتقر المخيمات لأساسيات الحياة، ويعتمد سكانها بشكل أساسي على المساعدات الغذائية والصحية والطبية واللوجستية تقدّمها المنظمات الدولية، في ظل تفشي الأمراض والفقر المتزايد والمدقع وارتفاع الأسعار بشكل كبير.

كما تعاني هذه المخيمات في كل فصل شتاء حيث تغمر مياه الأمطار خيام مئات العائلات النازحة في ريفي محافظتي حلب وإدلب شمال غربي سوريا. وتشهد هذه المناطق عجزًا هائلًا في عمليات الاستجابة الإنسانية.

 

أوضح فريق منسقو استجابة سوريا أن 32 شاحنة دخلت خلال شهر مارس الحالي، من معبر باب الهوى، بالإضافة إلى 9 شاحنات من معبر باب السلامة، مشيراً إلى أن المساعدات الواردة عبر المعابر الحدودية في شباط 2023 بلغت 456 شاحنة، مع نسبة انخفاض بلغت 91% مقارنة بعدد الشاحنات في شباط 2024.

ودعا الفريق في بيانه إلى دعم المساعدات الإنسانية في المنطقة، حيث يعاني السكان من الفقر والجوع، مع ارتفاع حدودهم إلى مستويات قياسية.

كما حث منسقو الاستجابة المجتمع الدولي والجهات المحلية على تحمل مسؤولياتهم تجاه المدنيين في المنطقة، مطالبًا المنظمات الإنسانية بزيادة الجهود الإنسانية والبحث عن حلول فورية لتلبية احتياجات المدنيين في المنطقة دون تأخير.

ويعاني معظم السكان في المنطقة من أزمات في المعيشة وتأمين الغذاء، ويشتكي المقيمون والنازحون على الدوام من واقعهم الذي وصل لدرجة عالية من الصعوبة متمنين عودة المساعدات الإنسانية والإغاثية.

الخيمة.. لا تحجب الأسى ولا خطر الموت

بحسب الأمم المتحدة، فتضرر أكثر من 8.8 مليون شخص من الزلزال في سوريا، ودمر أكثر من 23 ألف بناء، ما جعل الخيم ملاذاً للمنكوبين من جديد.

وتضررت نتیجة الزلزال المدمر 148 مدینة وبلدة شمال غربي سوریا، وخلفت 7 مدن منکوبة، حيث يقطن 374,514 نسمة من دون مأوى، نظراً للدمار الكبير کبیر الذي منيت به المنطقة.

کما دمّر الزلزال شبکات المیاه والصرف الصحي ضمن هذه المدن مما جعل المساکن المدمرة بشکل جزئي غیر قابلة للسکن أیضاً.

ويضاف إلى معاناة شمال غربي سوريا قصف النظام وروسيا المتواصلين إلى يومنا هذا، وسط ظروف إنسانية صعبة يعيشها المهجرين الذين يشكلون أكثر من مليوني نسمة.

وفي تقرير صدر عن الأمم المتحدة، وسلط الضوء على إجمالي الأضرار والخسائر في سوريا نتيجة الزلازل 2023، وصلت إلى قرابة 9 مليارات دولار، منوهةً إلى أن هناك حاجة لنحو 15 مليار دولار للتعافي في المناطق المتضررة.

مناشدات لتغطية العجز

وكان أطلق فريق منسقو استجابة سورية أطلق بداية 2024، نداء مناشدة عاجلاً لتغطية القطاعات الإنسانية في شمال غرب سوريا، حيث مخيمات النازحين، وخاصة مع دخول فصل الشتاء، مطالباً بتغطية الحد الأدنى من التمويل الخاص لكل قطاع على النحو الآتي: قطاع التعليم بمقدار 24 مليون دولار، قطاع الأمن الغذائي وسبل العيش بمقدار 32 مليون دولار، قطاع الصحة والتغذية بمقدار 13 مليون دولار، قطاع المأوى بمقدار 32 مليون دولار، قطاع المياه والإصحاح بمقدار 18 مليون دولار، قطاع الحماية بمقدار 1 مليون دولار، قطاع المواد غير الغذائية بمقدار 9 ملايين دولار. وطلب من كافة المنظمات والهيئات الإنسانية، المساهمة الفعالة في تأمين احتياجات الشتاء للنازحين ضمن المخيمات بشكل عام.

وكان قرار برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة تخفيض دعمه لمستويات كبيرة في شمال سوريا خلال عام 2024 سبباً في خسارة مئات العاملين في المنظمة لوظائفهم، ما انعكس على حرمان عائلات من الدخل.

كما توقفت عشرات المشاريع الإنسانية التي أثّرت بشكل مباشر على قطاعات الصحة والنظافة والتعليم، فضلاً عن تقليص الدعم المالي المقدم للنازحين لأكثر من النصف، فيما حوّلت منظمات إنسانية الدعم المقدم من النظام الشهري إلى نظام كل شهرين مرة.

وفي هذا السياق، أكد مصدر في وكالة “الأوتشا” التابعة للأمم المتحدة في تصريح صحفي أن البرنامج أوقف دعمه للمنظمات بسبب انخفاض التمويل، إذ إن منظمة الغذاء العالمي كانت تُدخل شهريا 260 ألف سلة لمناطق شمال غرب سوريا، إلى جانب مشاريع التعليم والمياه المقدمة من المنظمة الدولية للهجرة “آي أو إم” (IOM) والتي يستفيد منها عشرات آلاف النازحين.

وقال إن مشاريع بناء الكرفانات والصرف الصحي وترحيل القمامة -المدعومة كلها من وكالات الأمم المتحدة- بدأت بالتوقف إثر التخفيض الجديد.

وأشار المصدر ذاته إلى وجود مخاوف من تحوُّل الوضع في شمال البلاد إلى كارثي وحدوث مجاعة خلال العام الجديد إذا استمر نقص المساعدات وانسحاب المنظمات.