الأضحية سُنّة خالدة تعبّر عن معاني التضحية والتكافل

عيد الأضحى المبارك ليس مجرد مناسبة دينية تقليدية، بل هو محطة روحية وإنسانية عظيمة، تتجلى فيها معاني الإيمان، والطاعة، والتضحية، والتكافل الاجتماعي. وتُعدّ الأضحية شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، سَنَّها النبي محمد ﷺ، اقتداءً بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام الذي فدى الله ابنه بذِبْحٍ عظيم.

وقد أجمعت الأمة على استحباب الأضحية لمن استطاع إليها سبيلاً، وهي قُربة لله تعالى، وإحياء لسنة النبي ﷺ، ومظهر من مظاهر الإحسان للفقراء والمحتاجين. فحين تُذبح الأضاحي وتوزع اللحوم، ينتشر الفرح في البيوت التي غابت عنها اللحوم شهورًا، ويعمّ الخير في أرجاء المجتمعات، خاصة في المناطق المنكوبة والمحرومة.

من هنا، تأتي أهمية دعم مشاريع الأضاحي الخيرية، فهي لا تقتصر على أداء الشعيرة، بل تتعداها إلى أن تكون وسيلة لإنعاش المجتمعات الضعيفة، والتأكيد على وحدة الأمة وترابطها.

مشروع الأضاحي في الأعوام الماضية في سوريا

منذ انطلاقتها، حرصت جمعية غراس الخير الإنسانية على إحياء هذه السُنّة النبوية وتقديمها ضمن إطار مؤسسي منظم يخدم المحتاجين والفقراء في مناطق اللجوء ومخيمات النزوح في شمال سوريا. وعلى مدى الأعوام الماضية، نفّذت الجمعية حملات موسمية ناجحة لمشروع الأضاحي خلال عيد الأضحى المبارك، كانت نموذجًا مميزًا للتكافل والإحسان.

حيث واصلت الجمعية جهودها بتوزيع لحوم الأضاحي على آلاف الأسر في المخيمات السورية، بالتعاون مع المتبرعين وأهل الخير من مختلف أنحاء العالم. وتم تنفيذ المشروع في بيئة منضبطة شرعيًا وصحيًا، حيث أُجريت عمليات الذبح وفق الأصول الإسلامية وتحت إشراف طبي وشرعي.

وفي حملة 2024/1445 هـ، وسّعت الجمعية نطاق المشروع، حيث اشتملت المبادرة على:

  • ذبح مئات الأضاحي من الغنم والبقر.
  • توزيع اللحوم على مئات الأسر النازحة والاجئة.
  • إطلاق مشاريع موازية مثل كسوة العيد للأطفال، وعيدية الأضحى، وإفطار يوم عرفة.

مشروع الأضاحي 2024

وقد حظيت هذه الحملات بدعم واسع من المتبرعين، لما لها من أثر مباشر في إدخال الفرح إلى قلوب الأطفال، وتأمين وجبات مغذية للأسر المحرومة، ورفع جزء من معاناة اللاجئين في ظروف قاسية.

 مشروع الأضاحي 1446 هـ – استمرار الرسالة الإنسانية لغراس الخير

استعدادًا لعيد الأضحى لعام 2025/1446 هـ، أعلنت جمعية غراس الخير عن إطلاق مشروع الأضاحي لهذا العام، استمرارًا لمسيرتها الإنسانية في دعم السوريين من الفئات الاكثر ضعف وحاجة سواء من أرامل وأيتام وغيرهم.

وبهذه الجهود، تجسد جمعية غراس الخير روح العيد في أبسط صورها: فرحة طفل، وجبة طعام لأسرة محتاجة، وابتسامة تعيد الأمل لمن يعيشون في أقسى الظروف.

ختامًا

في كل عام، تثبت جمعية غراس الخير الإنسانية أن الأضحية ليست مجرد شعيرة تُؤدى، بل هي رسالة حب ورحمة وعطاء تمتد إلى أعمق نقاط الألم في العالم. وسوريا، بكل جراحها، تجد في هذه المشاريع بارقة نور وأمل، تتجدد مع كل عيد.