مقدمة

تعد فئة الأيتام والأرامل من الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، خاصة في ظل الأزمات والنزاعات التي تؤدي إلى فقدان المعيل، الذي يعد هو القائم باحتياجات العائلة من نفقة ودعم وتوجيه. يمثل الدعم النفسي والاجتماعي حجر الزاوية في مساعدتهم على تجاوز المحن و استعادة توازنهم النفسي والاجتماعي، مما يسهم في تعزيز استقرارهم وإعادة دمجهم بالمجتمع بشكل يحولهم  لفئة منتجة وفعالة مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع.

 

إحصائية حول وضع الأيتام والأرامل

تظهر الإحصائيات العالمية والمحلية أن عدد الأيتام والأرامل يرتفع بشكل كبير في الدول التي تعاني من النزاعات المسلحة من حروب وثورات وأي من أشكال النزاع المسلح بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات وسيول وغيرها. فيما يلي بعض الأرقام حول وضع الأيتام والأرامل:

  • عدد الأيتام عالمياً: يُقدّر بأكثر من 140 مليون يتيم وفقًا لتقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).
  • عدد الأرامل عالمياً: تُقدر الأمم المتحدة وجود أكثر من 258 مليون أرملة حول العالم، يعيش حوالي 10% منهن في فقر مدقع وخصوصاً في مناطق الحروب والنزاعات المسلحة.

 

يجدر بالذكر أن هذه الإحصائيات قديمة بعض الشيء لصعوبة الحصول على معلومات حديثة من مناطق الحروب.

أيضاً في الدول المتأثرة بالنزاعات يعاني الأيتام والأرامل من انعدام الخدمات الأساسية والتعليم والرعاية الصحية، مما يجعلهم عرضة لمشكلات نفسية واجتماعية وخصوصاً بعد النزوح إلى بلدان مضيفة عنصرية معادية للاجئين.

 

مفهوم الدعم النفسي والاجتماعي وأهميته

الدعم النفسي والاجتماعي هو مجموعة من التدخلات التي تهدف إلى تحسين الحالة النفسية والاجتماعية للأفراد الذين يعانون من صدمات وأزمات حدثت لهم بشكل مباشر أو غير مباشر.

أهمية الدعم النفسي والاجتماعي:

  1. تعزيز الصحة النفسية: يساعد على تقليل التوتر والقلق والاكتئاب لدى هذه الفئة من المجتمع.
  2. بناء المرونة النفسية: يمنح الأفراد القدرة على التكيف مع الظروف الصعبة في المجتمعات المحلية والمجتمعات المضيفة.
  3. تعزيز العلاقات الاجتماعية: يُسهم في بناء شبكة دعم اجتماعية قوية وخلق أواصر تعارف وتمكين بين فئات المجتمع المختلفة.
  4. تحقيق الاستقرار المجتمعي: يُقلل من مخاطر الانحراف والجريمة، مما يحافظ على مجتمع قوي متماسك.

 

دعم الجانب النفسي للأيتام والأرامل

يمكن دعم الجانب النفسي للأيتام والأرامل من خلال هذه الخطوات التالية:

  1. التشخيص المبكر: التعرف على الأعراض النفسية مثل الاكتئاب أو القلق، حيث يسهم التشخيص المبكر في حل المشكلة قبل تفاقمها وتعقيدها.
  2. التدخل النفسي الفردي: تقديم جلسات علاج نفسي فردية مع مختصين ضرورية جداً للأفراد الناجين من المناطق المنكوبة.
  3. الدعم الجماعي: توفير جلسات دعم جماعية تُشعرهم بالتضامن والاهتمام بمشاكلهم وهمومهم للمساعدة في تقديم الحلول المناسبة لحالتهم.
  4. تنمية المهارات: تدريبهم على مهارات التكيف وحل المشكلات بالإضافة إلى دورات مهنية أو إدارية تعزز قدراتهم في فهم متطلبات سوق العمل ودخوله بشكل مناسب.

 

التحديات النفسية التي يواجهها الأيتام والأرامل

  1. الاكتئاب والقلق: نتيجة فقدان المعيل وصعوبة التكيف مع الواقع الجديد في المجتمع المحلي أو المجتمع المضيف، حيث يسبب غياب المعيل الذي هو الداعم المالي والنفسي، والخوف من المستقبل وفقدان الأمل الاكتئاب والقلق المستمر.
  2. اضطراب ما بعد الصدمة: خصوصًا في بيئات النزاع القاسية التي تغيب فيها القوانين ويرتكب فيها الجرائم بأبشع أشكالها دون حسيب أو رقيب.
  3. الشعور بالوحدة: بسبب فقدان الدعم الأسري والاجتماعي وتهجير الفرد قسرياً من بيئته إلى مجتمع جديد لايعرف به أحد، فإن شعور الوحدة هو الشعور السائد غالباً.
  4. انعدام الأمل: نتيجة للظروف المعيشية الصعبة بسبب غياب المعيل الذي هو الدعم المادي والنفسي، فإن انعدام الأمل هو تحدي كبير يواجه الأيتام والأرامل.

 

الصعوبات النفسية بعد فقدان المعيل

  1. فقدان الأمان: الشعور بعدم الاستقرار النفسي والمادي لغياب الأمان الذي هو الأساس الذي لا غنى عنه لتحقيق الاستقرار.
  2. التعلق المرضي: الذي هو ناتج عن صعوبة تجاوز الحزن والأسى على المعيل المفقود.
  3. انخفاض الثقة بالنفس: خاصة لدى الأطفال الذين فقدوا أحد الوالدين وخصوصاً في مجتمع لا يدعم هذه الفئات الضعيفة.
  4. اضطرابات السلوك: مثل العنف أو الانسحاب الاجتماعي وغيرها الكثير من الاضطرابات التي تحصل عند فقدان المعيل.

 

التأثيرات الاجتماعية للعيش في بيئة النزوح والتهجير

بيئة النزوح والتهجير بيئة قاسية جداً وغير رحيمة وصحية للعيش، ولاسيما في عدم وجود قوانين صارمة تحفظ هذه الفئات الضعيفة من المعتدين والعنصرين،حيث غالباً ما يكون قانون الغابة هو السائد ويمكن ذكر أهم هذه التأثيرات فيما يلي:

  1. تفكك العلاقات الاجتماعية: بسبب التهجير القسري وتشتت أفراد العائلة والأقارب.
  2. العزلة الاجتماعية: نتيجة لبيئات غير مألوفة من حيث اللغة والعادات والتقاليد.
  3. انعدام الفرص التعليمية: مما يزيد من الفجوة الاجتماعية بين فئات المجتمع.
  4. ارتفاع معدلات الفقر: وهي الظاهرة الأكثر وضوحاً في المجتمع المضيف بسبب غياب الدعم المالي والقانوني والمجتمعي.

 

طرق تقديم الدعم النفسي

هناك العديد من الطرق يمكن ذكر أهمها في ما يلي:

  1. إطلاق برامج توعية: لتثقيف المجتمعات المحلية أو المضيفة حول أهمية الدعم النفسي.
  2. توفير مراكز استشارية: حيث أن هذه المراكز ضرورية لتقديم الخدمات العلاجية المتخصصة في تقديم الدعم النفسي للأيتام والأرامل .
  3. التعاون مع المؤسسات: لتعزيز الخدمات النفسية والاجتماعية لابد من التعاون أولاً مع مؤسسات الأمم المتحدة المعنية ومن ثم المؤسسات الحكومية والأهلية في المجتمع المضيف.
  4. تدريب الكوادر: لزيادة عدد الأخصائيين النفسيين المؤهلين لابد من تدريب الكوادر المتخصصة بالتعامل مع الأيتام والأرامل.

دعم الجانب الاجتماعي للأيتام والأرامل

استراتيجيات الدعم الاجتماعي تشمل مايلي:

  1. توفير فرص تعليمية: لضمان مستقبل أفضل لهم، من خلال تقديم منح دراسية أو تخفيضات خاصة بهم.
  2. إنشاء مراكز مجتمعية: لتعزيز التفاعل الاجتماعى وبناء روابط اجتماعية واقتصادية مفيدة.
  3. تقديم مساعدات مالية: لتخفيف الأعباء الاقتصادية التي يعانون منها في ظروف الفقر والأوضاع المادية الصعبة التي يعانون منها، لاسيما مع كثرة متطلبات الحياة المعاصرة في هذه الأيام.
  4. دعم المشاريع الصغيرة: لتأمين مصادر دخل مستدامة لعوائل الأيتام والأرامل.

 

التحديات الاجتماعية التي تواجه الأيتام والأرامل

هناك تحديات كبيرة تواجه هذه الفئات من المجتمع يمكن ذكر بعضها فيما يلي:

  1. الوصم الاجتماعي: أي النظرة السلبية المسبقة من المجتمع تجاه هذه الفئات.
  2. انعدام الفرص: خاصة في التعليم والعمل.
  3. ضعف البنية التحتية: في المناطق التي تعاني من النزاعات والكوارث.
  4. تحديات الاندماج: في البيئات الجديدة ولاسيما تلك المختلفة باللغة والدين والعادات والتقاليد.

 

دور الأسرة والمجتمع في تقديم الدعم الاجتماعي للأيتام والأرامل

دور الأسرة في تقديم الدعم الاجتماعي للأيتام والأرامل:

  1. توفير الدعم العاطفي:
    • الأسرة هي المصدر الأساسي للحب والحنان، وتلعب دوراً محورياً في دعم الأيتام والأرامل نفسياً.
    • يجب على أفراد الأسرة الاستماع لمشاكلهم وتقديم النصائح والدعم الذي يخفف من أعبائهم.
    • إظهار التفهم والاهتمام لمشاعرهم يساعدهم على تجاوز الفقدان والاندماج في الحياة بشكل أفضل.
  2. بناء الثقة بالنفس:
    • تعزيز الثقة بالنفس يتم من خلال تشجيع الأيتام والأرامل على تطوير مهاراتهم واستكشاف قدراتهم.
    • تقديم الدعم الإيجابي وعدم التركيز على النقص الذي يعانون منه يساعدهم في بناء شخصيات قوية وقادرة على التحدي.
    • تحفيزهم للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية يدعم تطورهم النفسي والاجتماعي.
  3. ضمان استمرارية التعليم:
    • التعليم هو المفتاح الرئيسي لبناء مستقبل مستقر ومزهر للأيتام والأرامل.
    • يتوجب على الأسرة توفير بيئة تعليمية ملائمة لهم ومتابعة أدائهم الدراسي بشكل مستمر.
    • إذا كانت الأسرة تعاني من ضعف مادي، يمكن البحث عن مصادر دعم مثل المنظمات الخيرية أو البرامج الحكومية لتغطية تكاليف التعليم.

دور المجتمع في تقديم الدعم الاجتماعي للأيتام والأرامل:

  1. تعزيز التكاتف الاجتماعي:
    • المجتمع يلعب دوراً هاماً في تقديم الدعم من خلال بناء شبكات تضامن تساعد الأيتام والأرامل على مواجهة التحديات.
    • إنشاء برامج اجتماعية تساهم في إدماجهم بشكل إيجابي مع باقي أفراد المجتمع.
    • تحفيز الناس على العمل التطوعي لخدمة هذه الفئة.
  2. توفير فرص عمل:
    • يجب على المجتمع المساهمة في خلق فرص عمل مستدامة للأرامل لتمكينهن اقتصادياً وتوفير دخل كريم لهن ولأسرهن.
    • توفير دورات تدريبية للأرامل والشباب الأيتام لتطوير مهاراتهم المهنية.
    • إطلاق برامج دعم المشاريع الصغيرة لتشجيع الاستقلالية المالية.
  3. تنظيم حملات توعوية:
    • حملات التوعية تهدف إلى تغيير النظرة السلبية أو التقليل من التمييز الذي قد يواجهه الأيتام والأرامل.
    • تنظيم ندوات وورش عمل تسلط الضوء على أهمية دعم هذه الفئات وكيف يمكن لكل فرد أن يسهم في تحسين حياتهم.
    • الترويج للمبادرات المجتمعية التي تقدم الدعم المالي والمعنوي لهذه الفئات.

 

التعليم كوسيلة دعم نفسي واجتماعي للأيتام والأرامل

للتعليم دور محوري ورئيسي في الدعم النفسي والاجتماعي لهذه الفئات للأسباب التالية:

  1. تعزيز الثقة بالنفس: من خلال تحقيق النجاح الأكاديمي مما يعطي صاحب الإنجاز التعليمي مركز مميز بالمجتمع.
  2. بناء مستقبل مشرق: عن طريق الحصول على فرص عمل أفضل.
  3. الاندماج الاجتماعي: من خلال التفاعل مع زملائهم في البيئات التعليمية التي تفتح الأبواب للدخول بيئات وثقافات مختلفة.
  4. توفير بيئة آمنة: تعزز الإبداع والتطور لهذه الفئة.

 

برنامج الكفالات والحماية لدى غراس الخير الإنسانية

غراس الخير هي مؤسسة خيرية لها نشاطات كبيرة وكثيرة في سوريا ولبنان وتركيا في مساعدة المحتاجين و فئات المجتمع الأكثر ضعفاً ومن أهم نشاطاتهم هو برنامج الكفالات فيما يلي بعضها :

كفالة اليتيم:

  • توفير الاحتياجات الأساسية مثل الطعام، التعليم، والرعاية الصحية.

كفالة الأسرة:

  • دعم الأرامل وأسرهم بتوفير السكن والمساعدات المالية.

كفالة طالب العلم:

  • تمكين الطلاب من إكمال تعليمهم عبر تقديم المنح الدراسية والمواد التعليمية.

حيث يمكنكم التبرع مباشرة من أي مكان بالعالم  لهذه الكفالات بشكل سهل ومنفصل لأي نوع من الكفالات التي تودون دعمها، عبر البطاقة البنكية المحلية أو عبر بايبال من خلال رابط التبرع التالي.

 

الأسئلة الشائعة

كيف يمكنني المساعدة في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأيتام والأرامل؟

  • يمكنك المساهمة من خلال التبرعات، التطوع، أو دعم البرامج المجتمعية الموجهة لهذه الفئات.

ما هي أنواع المشاكل النفسية التي قد يعاني منها الأيتام والأرامل؟

  • الاكتئاب، اضطراب ما بعد الصدمة، القلق، والشعور بالوحدة.

ما هي طرق العلاج النفسي المتاحة للنازحين واللاجئين؟

  • الجلسات الفردية والجماعية، العلاج السلوكي المعرفي، وبرامج التوعية النفسية.

ما هو دور المؤسسات الخيرية في تقديم الدعم الاجتماعي؟

  • توفير المساعدات المالية، إنشاء مراكز مجتمعية، وتمكين الأسر من تحقيق الاكتفاء الذاتي.