حملة نجبر كسراً

بحسب دراسة سابقة أعدتها المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين في لبنان، فإنّ 9% من اللاجئين واللاجئات السوريين في لبنان لديهم إعاقة، وأنّ 30% من العائلات السورية اللاجئة في لبنان لديها فردٌ واحدٌ على الأقل من ذوي الاحتياجات الخاصة.

بحسب دراسة سابقة أعدتها المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين في لبنان، فإنّ 9% من اللاجئين واللاجئات السوريين في لبنان لديهم إعاقة، وأنّ 30% من العائلات السورية اللاجئة في لبنان لديها فردٌ واحدٌ على الأقل من ذوي الاحتياجات الخاصة.

كما أظهرت الدراسة أنّ 22.8% من اللاجئين السوريين في لبنان، لديهم إعاقات مختلفة مثل: الإعاقة الجسمية والحركية، الإعاقة السمعية، صعوبات التعلم، اضطرابات النطق والكلام، الاضطرابات السلوكية والانفعالية، التوحد، وغيرها، إضافة إلى أن 20% من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يُعانون من حالة اكتئاب.


ففي إطار النزاع والاقتتال في سوريا، دفع اللاجئون السوريون الذين تعرّضوا لإصابات أثماناً باهظة، فقد خسروا مكانهم في بلادهم وأجزاءً من أجسادهم، وسط تجاهلٍ مستمرٍّ لأوضاعهم الإنسانية، وبالتحديد أولئك الذين لجؤوا إلى دولٍ مجاورة تعاني من أزماتٍ اقتصاديّة؛ مثل لبنان الذي يفتقر إلى سياساتٍ صحيةٍ، واجتماعيةٍ، دامجةٍ وداعمةٍ للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

فلا تخفى الظروفُ المعيشيّة السيئة التي يقاسيها اللاجئون السوريون في لبنان، وكيف أنّهم يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة فقط، خاصّةً في السنوات الثلاث الأخيرة،حيث ذكرت المفوضية في تقريرٍ نشرته مؤخراً أن الأزمة الاقتصادية في لبنان تدفع الجميع إلى حافّة الهاوية،ولكن ثمة هشاشة مضاعفة يختبرها اللاجئون السوريون من ذوي الاحتياجات الخاصة ومصابي الحرب.

وبشكلٍ عام، تفتقد المخيمات لأدنى شروط الحياة الصحيّة، والمساعِدة على تنقّل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ممّا يصعّب عليهم حياتهم اليوميّة، مثل الحجارة المنتشرة بطريقةٍ عشوائية، والأرض التي تتحوّل إلى مستنقعاتٍ من الوحل والطين خلال الشتاء، بالإضافة إلى وجود الحمامات ضيقة المساحة، فضيق المكان يقييد حركة ذوو الاحتياجات الخاصة، ويتسبب بالكثير من الاضطراب النفسي والألم، لعدم إنجاز بعض المهام البسيطة المتعلقة بإدارة الخيمة وغيرها.


تجد جمعية غراس الخير أن الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة من أكثر الفئات هشاشة، غالباً ما يحتاج هؤلاء الأطفال إلى علاج، وخدمات متخصصة.
تختلف احتياجاتهم كأطفال عن احتياجات الكبار، إذا لم يحصلوا على الخدمات والمدارس ووسائل المساعدة كالكراسي المدولبة (المتحركة)، الأجهزة التقويميّة لشلل الأطفال، الأحذيّة الطبيّة، والنظارات، والسماعات الطبية، وغيرها من المُعينات التي تختلف باختلاف نوع الإعاقة، فإن العديد من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يواجهون خطراً حقيقياً بالإقصاء، والإهمال.

وثمّة احتياجاتٌ أخرى يصعب تأمينها، بسبب ارتفاع تكلفتها، مثل جلسات العلاج الفيزيائي، إذ تقدّم بعض الجمعيّات نحو عشر جلساتٍ مجانيّة، يمكن أن تزيد جلستين أو تنقص، وتحقّق هذه الجلسات تحسّناً مرحليّاً، لكن بالتأكيد هي لا تكفي تماماً، إذ غالباً ما يحتاج الأمر إلى برامج علاجيّة طويلة الأمد، وتبلغ تكلفة الجلسة الواحدة -وسطياً- نحو عشرين دولار أميركي.

نظرًا لذلك أطلقنا حملة “نجبر كسرًا” جمعية غراس الخير جهودًا كبيرة في إقامة مركز للصحة النفسية الاجتماعية والتأهيل، للاهتمام وتأهيل المصابين والمرضى جسدياً ونفسياً:

تهدف هذه الحملة:
١- الاستثمار في توفير الدعم المنقذ للحياة وخدمات إعادة التأهيل طويلة الأمد، بما في ذلك الدعم النفسي-الاجتماعي والرعاية الصحية النفسية.
٢-تحسين الحصول على الخدمات الأساسية الشاملة، بما في ذلك الصحة والتغذية والتعليم وحماية الطفل.
٣-تصميم برامج لأجل مشاركة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، تخصيص موارد لجعل الخدمات العامة شاملة بشكل فعّال.
٤-العمل مع المجتمعات لتشمل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
٥-توفیر تمویل مرن وغیر مقید ولعدة سنوات لتلبیة احتیاجات الأطفال، بمن فيهم ذوي الإعاقة وعائلاتهم حتى تزداد إمکانیة حصولھم علی الخدمات الطبية المتخصصة.
٦-تزويدهم بوسائل وأجهزة مساعدة التي يحتاجونها ليتغلبوا على التحديات التي يواجهونها، واستعادة بعضًا من كرامتهم، وأحلامهم، وتجدد الأمل لديهم في الحياة.

خير الناس أنفعهم للناس.