مقدمة عن مشاريع عشر ذي الحجة.. أفضل فرص الخير في وقت لا يُعوّض

تمر بنا أيام كثيرة في العام، لكنّ هناك أيامًا اختصها الله تعالى بفضل عظيم، وفتح فيها أبوابًا واسعة للخير والعمل الصالح. من بين هذه الأيام، تتلألأ عشر ذي الحجة كأيام عظيمة الشأن، عالية القدر، مفعمة بالنفحات الربانية، والفرص التي لا تُعوّض.

ففي هذه الأيام، تتضاعف الحسنات، وتُرفَع الدرجات، ويُغفر الذنب، وتُجاب الدعوات. وقد قال النبي ﷺ:

“ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام.”
قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال:
“ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء.” [رواه البخاري]

وبينما ينشغل كثيرون بالعبادات الفردية كالصيام والذكر، تبقى المشاريع الإنسانية الإغاثية والتنموية وسيلة عظيمة للمشاركة في الأجر الجماعي، وإيصال الخير للمحتاجين، وبناء رصيد من الصدقات الجارية التي تظل تنمو حتى بعد الموت.

موسم الأجر خيرُ وقت لغراس الخير

 لماذا عشر ذي الحجة فرصة لا تُعوّض؟

في هذه الأيام، يُستحب الاجتهاد بجميع أنواع الطاعات، ومنها الصدقة، لأنها:

  • من أحب الأعمال إلى الله.
  • تطفئ غضب الرب.
  • تدفع البلاء.
  • وتكون ظلًّا لصاحبها يوم القيامة.

وفي عشر ذي الحجة، تكون الصدقة أعظم أجرًا وأكثر بركة، إذ يتضاعف فيها الأجر أضعافًا مضاعفة، بل قد تُكتب لك بها حسنات كحسنات الحجاج والمعتمرين وأهل الرباط.

 

كيف نُحسن استثمار هذه الأيام؟

يمكنك استثمار عشر ذي الحجة عبر دعم مشاريع إنسانية مستمرة، تخلق أثرًا مباشرًا ومستقبليًا في حياة الناس. إليك أبرز هذه المشاريع:

 

  1. مشروع إفطار الصائمين ويوم عرفة

رغم أن الصيام في عشر ذي الحجة سنة مستحبة، إلا أن كثيرًا من الناس يحرصون على صيام هذه الأيام، وخاصة يوم عرفة، الذي يكفّر ذنوب سنتين.

  • “من فطّر صائمًا كان له مثل أجره لا ينقص من أجر الصائم شيء.”
  • يمكنك التبرع لتوفير وجبات إفطار للصائمين في المساجد، المستشفيات، مراكز العمل، أو للعمالة الفقيرة.
  • قيمة الإفطار غالبًا تكون بسيطة، لكنها تفتح لك أبوابًا من الأجر لا تُقدّر بثمن.

IMG 4037 scaled مشاريع عشر ذي الحجة.. أفضل فرص الخير في وقت لا يُعوّض

  1. مشروع كسوة العيد

العيد فرحة، وأجمل ما يعبّر عن هذه الفرحة هو أن يشعر الفقير والمحروم أنه جزء من المجتمع.

  • يمكن شراء ثياب جديدة أو توزيع قسائم شراء على الأسر المحتاجة المتعففة.
  • يستهدف المشروع الأطفال الأيتام، الأسر المتعففة، واللاجئين والنازحين.
  • يجعلهم يشعرون بكرامتهم، ويزرع في قلوبهم بهجة لا تنسى.

كسوة العيد: فرحة يتيم في سوريا

  1. مشروع سقيا الماء

قال النبي ﷺ:

“أفضل الصدقة سقي الماء.” [رواه أحمد]
وكم من مناطق في العالم تعاني من شح المياه الصالحة للشرب، سواء في القرى الفقيرة أو حتى في الأحياء المنسية.

  • يمكنك التبرع من اجل لحفر بئر في دولة فقيرة.
  • أو تمويل تركيب برادة ماء في مسجد أو شارع.
  • أو توزيع عبوات ماء باردة في الحر الشديد.

وكل شربة ماء يشربها شخص بسببك، تكون لك بها حسنة مستمرة.

طفل يشرب الماء من البئر

طفل يشرب الماء من البئر

  1. مشروع دعم التعليم

الجهل من أعظم أسباب الفقر، ودعم التعليم هو دعم لمستقبل أمّة. قال النبي ﷺ:

“إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث… أو علم ينتفع به.”

  • كفالة طالب علم فقير.
  • توفير مستلزمات دراسية (حقيبة، كتب، أقساط).
  • دعم مدارس تحفيظ القرآن.
  • تأسيس مكتبات صغيرة في القرى أو المناطق الفقيرة.

بذلك، تكون صدقتك مصدرًا لبناء العقول والقلوب.

Pashto Subtopic RPH 161023 9084 750x422 1 مشاريع عشر ذي الحجة.. أفضل فرص الخير في وقت لا يُعوّض

  1. مشروع الكفالات الإنسانية

كفالة يتيم، أرملة، مريض، أو معاق ليست فقط رحمة، بل عبادة عظيمة الأجر. قال النبي ﷺ:

“أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا.” وأشار بإصبعيه.

  • الكفالات الشهرية تضمن استقرار حياة الفئات الأضعف.
  • يمكنك المشاركة ولو بجزء بسيط مع فريق تطوعي أو مؤسسة خيرية.
  • ويمكنك تحويل نيتك إلى صدقة جارية إذا كانت الكفالة مستمرة.

نصاب الزكاة لكافة الأموال التي تجب فيها الزكاة

نصائح للاستثمار الذكي في مشاريع الخير

  • اجعل لك نية خالصة في كل مشروع، ولا تحقرنّ من المعروف شيئًا.
  • اشرك عائلتك وأصدقاءك في التبرعات لتضاعف الأجر مع من تحب.
  • تابع أثر مشاريعك، فالتأثير النفسي والمعنوي يعزز الاستمرار.
  • خطط مبكرًا، فالوقت في عشر ذي الحجة سريع النفاد.

 

 خاتمة

عشر ذي الحجة ليست فقط موسمًا للذكر والصيام، بل هي فرصة ذهبية لعمل الخير بأوسع أبوابه. المشاريع الإنسانية لا تمنحك فقط الأجر، بل تترك لك أثراً عظيم لاينسى في الدنيا من خلال مساعدة المحتاجين وتعزيز تكافل في المجتمع المسلم، والأهم أجراً وثواب عظيم في الآخرة.

اغتنم هذه الأيام، ولو بالقليل. فإن قليلًا مباركًا في العشر، خير من كثير في غيرها. وكن ممن قال الله فيهم:

“إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين.” [الأنبياء: 90]