لماذا ترميم مدارس سوريا ضرورة عاجلة؟
مقدمة عن ترميم مدارس سوريا
في ظل ما شهدته سوريا خلال السنوات الماضية من حرب طاحنة أدت إلى دمار هائل في البنى التحتية بسوريا من مشافي ومدارس ومنازل، حيث كانت المؤسسات التعليمية من مدارس وغيرها من أكثر القطاعات تضرراً ودماراً.
حيث أن المدارس، باعتبارها حجر الأساس لأي نهضة مستقبلية، لم تسلم من التدمير والنهب والتخريب، مما ترك ملايين الأطفال خارج مقاعد الدراسة، أو داخل أبنية غير صالحة للتعليم. واليوم، ومع كل التحديات الاقتصادية والاجتماعية، يبقى ترميم المدارس في سوريا حاجة ملحة وضرورة عاجلة لا تقبل التأجيل لبناء سوريا بعد انتصار الثورة السورية العظيمة.
واقع المدارس في سوريا
بحسب تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمات دولية أخرى، فإن ما يقرب من ثلث المدارس في سوريا قد تضررت أو دمرت بالكامل نتيجة النزاع. بعضها استُخدم كملاجئ للنازحين أو كمقار عسكرية، ما أخرجها من الخدمة التعليمية. أما المدارس التي لا تزال تعمل، فكثير منها يعاني من اكتظاظ شديد، وانعدام وسائل التهوية والتدفئة، ومرافق صحية غير مؤهلة، بالاضافة إلى قدم الأثاث والتجهزات التي تجاوزت اكثر من 20 عام.
إلى جانب التدمير المادي، هناك تراجع كبير في جودة التعليم. المعلمون يفتقرون إلى التأهيل والتدريب والأهم من ذلك أنهم يعملون بدون رواتب في كثر من الأحيان، والمناهج قديمة تحتاج إلى تحديث شامل، والبنية التحتية لا تلبي الحد الأدنى من متطلبات البيئة التعليمية السليمة. في بعض المناطق، يضطر الطلاب إلى الجلوس على الأرض أو الدراسة تحت سقوف مهددة بالسقوط، مما يعرض حياتهم للخطر ويقوض أي فرصة للتعلم الفعّال.
واقع المعلم في سوريا
المعلم في سوريا لديه العديد من التحديات سواء من الجانب التعليمي والاقتصادي.
أولًا: الواقع الاقتصادي والاجتماعي للمعلم السوري
يعيش المعلم السوري اليوم تحت ضغط اقتصادي خانق حيث انه يعمل بدون راتب أحياناً وإن أخذ راتب فإن راتبه لايتجاوز راتبه الشهرية بين 50 دولار، وهو مبلغ لا يكفي لتغطية أبسط الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمواصلات والتدفئة، هذا لمن يملك سكن كريم، فمابالك بالمعلم الذي لايملك بيت ويسكن بالإيجار. هذا التراجع الحاد في مستوى الدخل أجبر كثير من المعلمين على البحث عن أعمال إضافية مجهدة بدنياً كالعمل في النقل أو التجارة أو حتى الزراعة. إلى جانب ذلك، تراجع الوضع الاجتماعي للمعلم بشكل ملحوظ، فلم يعد يحظى بالمكانة والاحترام كما في السابق، بسبب تراجع دخله وتأثير الحرب على صورة المؤسسات التعليمية.
ثانيًا: التحديات المهنية والتعليمية
يواجه المعلم تحديات مهنية كبيرة، أبرزها غياب التدريب والتأهيل المستمر، وانعدام الموارد التربوية الأساسية داخل المدارس مثل الكتب والوسائل التعليمية. يُطلب من المعلم أداء مهام إدارية كثيرة تستهلك وقته وجهده بعيداً عن جوهر عمله التربوي. كما أن تدهور البنية التحتية للمدارس، والنقص في الأدوات والمقاعد، يجعل من البيئة التعليمية مكاناً طاردًا للمعلم والطالب معاً. وفي بعض المناطق، يواجه المعلمون انعداماً تاماً في الأمان الوظيفي بسبب الأوضاع السياسية أو الانقسامات الإدارية، ما يفاقم من حالة عدم الاستقرار المهني.
آثار تدهور التعليم على المجتمع
لا يمكن فصل تدهور التعليم عن الآثار الاجتماعية والاقتصادية بعيدة المدى. أطفال اليوم هم عماد المجتمع غداً، وإذا نشأ جيل دون تعليم، فإن ذلك يعني استمرار الفقر، وتوسع رقعة الجهل، وتراجع معدلات النمو والتقدم. التعليم ليس مجرد حق، بل هو أداة لبناء الإنسان، وتحقيق الاستقرار، والحد من التطرف والعنف.
تظهر الدراسات أن الدول الخارجة من النزاعات تحتاج إلى إعادة بناء مؤسساتها التعليمية كأولوية لإعادة الإعمار. فترميم المدارس لا يعيد الطلاب إلى صفوفهم فحسب، بل يمنحهم شعوراً بالأمان والانتماء، ويخلق مناخاً من الاستقرار المجتمعي.
التحديات امام عملية الترميم
رغم إدراك الجميع لأهمية الترميم، إلا أن العقبات كثيرة. من أهمها ضعف التمويل، فمعظم ميزانيات الدولة السورية تذهب لتأمين الحاجات الأساسية. كما أن هناك غياباً واضحاً للتخطيط طويل الأمد، وانعدام التنسيق بين الجهات المحلية والدولية العاملة في هذا المجال. أضف إلى ذلك أن بعض المناطق ما زالت تعاني من هشاشة أمنية تعرقل أي محاولات للبناء.
ما الذي نحتاجه؟
نحن بحاجة إلى خطة وطنية شاملة لترميم المدارس، تتضمن ما يلي:
- مسح ميداني دقيق لحالة المدارس في جميع المحافظات.
- تصنيف المدارس حسب الأولوية ودرجة التضرر.
- تأمين تمويل من مصادر محلية ودولية.
- إشراك المجتمع المحلي في عملية الترميم لضمان الاستدامة.
- إنشاء برامج تدريب وتأهيل للمعلمين.
- تحديث المناهج التعليمية لتواكب العصر.
عودة الامل مشروع ترميم مدارس سوريا- جمعية غراس الخير الإنسانية
في ظل التحديات التعليمية الكبيرة في سوريا، حيث هناك أكثر من 7000 مدرسة مدمرة و2.5 مليون طفل متسرب خارج العملية التعليمية.مما يستدعي تظافر جهود المنظمات الدولية والمحلية للمساعدة في إعادة إعمار المدارس والمنشأت التعلميمة.
حيث كانت جمعية غراس الخير الإنسانية من اهم المبادرين لإعادة الحياة إلى الواقع التعليمي في سوريا من خلال إطلاق حملة عودة الأمل “ترميم مدارس سوريا”،في ظل عملية إعادة الإعمار فإن ترميم وتاهيل المدارس يعد من أهم الأولويات التي تعمل عليها جمعية غراس الخير في سوريا.
لنُعيد الأمل إلى الفصول الدراسية في سوريا بعد سنوات من الصراع، ما زالت آلاف المدارس في سوريا تعاني من الدمار والإهمال، محرومة من أبسط مقومات التعليم الآمن. هذه الحملة تهدف إلى ترميم المدارس المتضررة وتوفير بيئة تعليمية تليق بأطفالنا، حيث يمكنهم التعلّم والحلم بمستقبل أفضل. من خلال تبرعك، ستساهم في: إعادة بناء الصفوف المهدّمة. تأمين الأثاث المدرسي والمستلزمات الأساسية. توفير بيئة نظيفة وآمنة للطلاب والمعلمين. كل مساهمة تحدث فرقًا، مهما كانت صغيرة. دعونا نعيد الحياة لمدارس سوريا، لأن التعليم هو أول خطوة نحو السلام والنهضة. تبرع الآن وكن سببًا في عودة طفل إلى مقعده الدراسي.
يمكنكم التبرع للحملة من اي مكان في العالم عبر البطاقة البنكية أو بيبال عبر الرابط التالي
خاتمة
ترميم مدارس سوريا تعد من أولى الألوليات الضرورية والعاجلة حتى تسير عملية تعافي البلد والاقتصاد في سوريا. كل يوم يمر على طفل خارج المدرسة هو يوم نخسر فيه مستقبل كامل. إذا أردنا لسوريا أن تنهض من تحت الركام، فعلينا أن نبدأ من حيث يبدأ كل شيء: من المدرسة. فبالعلم تبنى الأوطان، وبالمدرسة تُصاغ العقول، ويصير للغد وجه مشرق ومكان آمن لأجيالنا القادمة.