غراس تداوي جراح المتضررين من حريق الخيام

لم تكن ليلة السيد عبد الله جمعة ليلةً هانئة، فسكون الليل أحرقته ألسنة النار الذي نشب في خيمته الواقع في قرية كفرلوسين بريف إدلب، والتي كادت أن تحصد روحه وأرواح أبنائه الستة.

تسبب بهذا الحريق الاستخدام السيء للمدفئة التي وضعها بداخل الخيمة لتقتل سم الصقيع، لا سيما مع غياب المواد الآمنة لإشعال النار واعتماده (كما بقية أهالي المخيمات) على المواد البلاستيكية أو المحروقات الرديئة التي عادةً ما تزيد من احتمالية الحريق بطريقة خارجة عن السيطرة.

على الرغم من أن الحريق لم يطال أجساد عائلة عبدالله، فإنه طال مبيتهم وأتلف المسكن والموجودات. لذلك ما كان علينا في جمعية غراس الخير الإنسانية إلا المسارعة للاستجابة لمشكلتهم، فعملت فرقنا على ترميم الخيمة التي تحتوي على بعض الجدران، وطلاء الأخيرة بالدهان لتعود الأمور إلى نصابها.

وقدمت غراس مساعدات تعويضية للأسرة المتضررة، وضمت: (3 شاوادر، ، ومدفأة، وبيرين، و6 اسفنجات، و13 بطانية، وسجادتين، وألبسة، ومواد عزل، وسلال نظافة وأغذية… )

قنابل موقوتة بقلب الدار!!

تعد المدافئ من أخطر الموجودات التي تكبّد المخيمات خسائرة فادحة في فصول الشتاء، فمع انخفاض الحرارة لدراجات متدنية، يصبح النازحون أمام خيارين، إما الموت برداً أو المغامرة باستخدام المدفأة.

فمنذ بداية عام 2024 فقط، تسببت المدافئ بإضرام 17 حريقاً بمخيمات النازحين، وحصدت أرواح العديد إما حرقاً أو اختناقاً.

وبحسب تقرير لفريق “منسقو استجابة سوريا”، فإن 90% من النازحين يعتمدون على المدافئ غير الآمنة لنيل الدفء، مشيرةً إلى أن استخدام المواقد للغرض الطهي، يعد من المسببات الأساسية أيضاً للحرائق.

 

وفي عام 2023، أخمدت فرق “الدفاع المدني السوري” أكثر من 2670 حريقًا في الشمال الغربي من سوريا، بحسب بيانٍ سابقٍ لها.

توصيات من الدفاع المدني

وقدمت فرق الدفاع المدني عدة توصيات لأهالي المخيمات من شأنها تجنيبهم مخاطر الحريق وأتت كما يلي: 

  1. إبعاد مصادر النيران والوقود عن الأطفال.
  2. فصل ألواح الطاقة الشمسية عن البطاريات في وقت العواصف.
  3. عدم استخدام الغاز المنزلي في التدفئة وتسخين المياه في الغرف الضيقة سيئة التهوية.
  4. التأكد من التوصيلات الكهربائية وتفقدها بشكل دائم، وخاصة توصيلات المدافئ الكهربائية.
  5. تهوية الغرف بشكل دائم في حال استخدام مدافئ الغاز.
  6. عدم إشعال النيران بالقرب من الخيام.
  7. إبلاغ فرق الدفاع المدني السوري فور حصول حريق ولو كان صغيرًا.

تواجه مخيمات اللاجئين حول العالم تحديات جمّة في فصل الشتاء، حيث يزداد الطلب على التدفئة لمواجهة البرد القارس. تُعتبر المدافئ اليدوية أحد الوسائل الشائعة لتوفير الحرارة في هذه المخيمات، ولكنها تشكل خطرًا جسيمًا على سلامة اللاجئين والمخيمات نفسها.
يُعزى خطر الحرائق في مخيمات اللاجئين بشكل كبير إلى استخدام المدافئ غير الآمنة وعدم وجود إجراءات سلامة فعّالة. تُصنع معظم هذه المدافئ من مواد قابلة للاشتعال بسهولة، وتعمل بالوقود المشتعل كالحطب أو الفحم. قد يتم ترك المدافئ دون مراقبة، أو يتم تركها بالقرب من مواد قابلة للاشتعال مثل الأقمشة أو البلاستيك، مما يزيد من احتمالية نشوب حريق.تنتج الحرائق في مخيمات اللاجئين عن استخدام المدافئ غير الآمنة آثارًا كارثية. يمكن أن تتسبب الحرائق في إصابات جسدية خطيرة وفقدان الممتلكات الشخصية، وفي حالات أكثر تعقيدًا، يمكن أن تؤدي إلى خسائر بشرية فادحة. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي الحرائق إلى تدمير بنية المخيم وتشريد اللاجئين مجددًا، مما يزيد من معاناتهم وضعف استقرارهم.
في ظل هذه الظروف، يعد توفير التدفئة الآمنة ضرورة حيوية لللاجئين خلال فصل الشتاء. يحتاج اللاجئون إلى وسائل تدفئة فعّالة وسليمة للمساعدة في الحفاظ على درجات حرارة معتدلة داخل المخيمات. قد تشمل هذه الوسائل المدافئ الكهربائية الآمنة أو أفران الغاز المتميزة بالسلامة.

بالإضافة إلى ذلك، يجب على المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي العمل معًا لتعزيز الوعي بأهمية سلامة التدفئة وتوفير التدريب والإرشادات الملائمة لللاجئين. يجب توفير الموارد اللازمة لتركيب وصيانة المدافئ الآمنة وتوفير وسائل الإطفاء المناسبة في حالة وقوع حرائق.
علاوة على ذلك، ينبغي أن تشمل جهود المساعدة لللاجئين في فصل الشتاء توفير الملابس الدافئة والبطانيات والأغطية للحفاظ على حرارة الجسم. كما يجب توفير هياكل سكنية مقاومة للبرد والرياح، مع توفير عوازل جيدة للحفاظ على الحرارة داخل المساكن. لا يمكن تجاهل حاجة اللاجئين للتدفئة في الشتاء، فالبرد القارس يشكل تهديدًا خطيرًا على صحتهم وسلامتهم. يجب أن تتعاون المنظمات الإنسانية والحكومات المحلية والمجتمع الدولي لتوفير حلول فعّالة ومستدامة لمشكلة التدفئة في المخيمات، وضمان سلامة اللاجئين ورفاهيتهم في ظل ظروف الشتاء القاسية.
يشكل استخدام المدافئ غير الآمنة خطرًا جسيمًا على سلامة اللاجئين في مخيمات اللاجئين، وتوفير التدفئة الآمنة يعد ضرورة حيوية خلال فصل الشتاء. يجب توفير وسائل تدفئة آمنة وفعالة، وتعزيز الوعي بسلامة التدفئة، وتوفير الملابس الدافئة والأغطية، وتوفير هياكل سكنية مقاومة للبرد. يتطلب حل هذه المشكلة تعاونًا وجهودًا مشتركة من جميع الأطراف المعنية لضمان رفاهية اللاجئين وسلامتهم في الشتاء.