مقدمة إفطار يوم عرفة في سوريا

يُعد يوم عرفة من أعظم الأيام في السنة الهجرية، فهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويقف فيه حجاج بيت الله الحرام على جبل عرفات في مشهد عظيم يجسد الخشوع والتقرب إلى الله. وفي هذا اليوم المبارك، يُستحب الصيام لغير الحاج، إذ ثبت عن النبي محمد ﷺ أنه قال عن صيامه: “صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده” (رواه مسلم). وبالإضافة إلى عظم أجر الصيام، فإن فضل إفطار الصائمين فيه مضاعف، إذ يجتمع فيه عملان صالحان: تفطير الصائم ومشاركة الأجر في يوم من أعظم أيام العام.

في سوريا، التي تعاني منذ أكثر من عقد من آثار الحرب والتهجير والفقر، يكتسب إفطار الصائمين في يوم عرفة طابعاً خاصاً ولاسيما أنها المرة الأولى بعد تحرير سوريا من النظام البائد، حيث تنفسوا الحرية والكرامة والسعادة في ظل الفقر والتهجير. فالكثير من العائلات السورية مازالت تعيش ظروفًا قاسية تحول بينهم وبين تأمين وجبة إفطار كريمة، حتى في الأيام الفضيلة. وهنا تأتي أهمية أن يكون كل مسلم قادر على هذا الخير، عبر المساهمة في إعداد أو توزيع وجبات إفطار لصائمين في هذا اليوم المبارك.

سوريا.. بلد جريح ينتظر نفحات الرحمة

رغم أن سوريا كانت من قبل تُعرف بعراقة موائدها وجودة ضيافتها، إلا أن سنوات الحرب أنهكت بنيتها التحتية، وأدت إلى نزوح الملايين من السوريين داخل البلاد وخارجها. يعيش الكثيرون اليوم في مخيمات تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، ويعتمدون على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، ومن بينها الغذاء. ومع حلول مواسم الخير، كرمضان ويوم عرفة، تتزايد حاجة هؤلاء الناس إلى من يمد لهم يد العون، لا من باب الشفقة، بل من باب الأخوّة الإسلامية، والتكافل الذي أمر به ديننا الحنيف.

إن تفطير صائم يوم عرفة في سوريا ليس مجرد تقديم وجبة طعام، بل هو رسالة دعم نفسي وروحي قبل أن يكون ماديًا. هو تذكير للمحتاجين بأن هناك من لا يزال يتذكرهم، ويحرص على أن يشاركهم الأجر والثواب، ويشعرهم بأنهم جزء من الأمة، وليسوا منسيين خلف الجدران أو على أطراف الحدود.

فضل تفطير الصائمين في يوم عرفة

تفطير الصائمين هو من أفضل الأعمال، وقد ورد عن النبي ﷺ: “من فطر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا” (رواه الترمذي). فما بالك إن كان هذا الصيام في يوم عرفة، الذي تتنزل فيه الرحمات، وتُغفر فيه الذنوب، وتُعتق الرقاب من النار؟!

إن مساهمتك في إفطار صائم في سوريا في هذا اليوم، ولو بمبلغ بسيط، تعني أنك قد أطعمت جائعًا، وأدخلت السرور على قلبه، وشاركت في واحدة من أعظم الحسنات، وربما دعى لك صائم لا تراه، أن يرزقك الله من حيث لا تحتسب، في وقت أنت في أمسّ الحاجة فيه للدعاء.

افطر صائمًا في يوم عرفة، واغتنم الدعاء والخير في واحدة من أعظم ليالي العام

افطر صائمًا في يوم عرفة عبر جمعية غراس الخير الإنسانية في سوريا عبر التبرع من خلال البطاقة البنكية او بيبال، واغتنم الدعاء والخير في واحدة من أعظم ليالي العام

كيف تكون شريكًا في الأجر؟

تتوفر اليوم العديد من الطرق التي تتيح للناس حول العالم أن يشاركوا في تفطير صائمين في سوريا. من خلال الجمعيات الخيرية الموثوقة التي تعمل في الداخل السوري، يمكن التبرع بمبالغ تخصص لإعداد وجبات الإفطار وتوزيعها في المخيمات والمناطق الأشد فقرًا. كما يمكن للبعض أن يتبرع بما يستطيع، سواء كان ذلك سلال غذائية أو مستلزمات طبخ أو حتى مواد خام يمكن للنازحين استخدامها لتحضير وجبة الإفطار.

بل إن بعض المبادرات المحلية داخل سوريا تعتمد على التنسيق المجتمعي، حيث تتشارك الأسر ما تيسر لديها من طعام وتجمعه لإعداد موائد جماعية. في هذه الحالات، يمكن دعم هذه الجهود من الخارج بتمويل مباشر أو دعم عيني يسهّل عليهم المهمة، ويجعل اليوم مناسبة فرح رغم كل ما يحيط بهم من معاناة.

ساهم مع جمعية غراس الخير الإنسانية في بذل الصدقة والمحتاجين خلال عشر ذي الحجة ولاسيما يوم عرفة للمحتاجين في سوريا عبر الرابط التالي

فضل الدعاء في يوم عرفة

ولأن يوم عرفة هو يوم الدعاء والاستغفار. قال النبي ﷺ: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة” (رواه الترمذي).

فليكن لك في هذا اليوم سهم في العطاء، وسهم في الدعاء. تفطير صائم في سوريا هو أجر وفضل عظيم يجب أن لايفوت كل مسلم يبغي الثواب والاجر، وهو باب من أبواب الرحمة لا يُغلق، بل يفتح لك طريقًا إلى الجنة، ويجعل من يوم عرفة يومًا لك لا عليك.

في الختام

في يوم عرفة، حيث يغفر الله الذنوب، وتُرفع الأعمال، وتُعتق الرقاب، اغتنم الفرصة لتكون شريكًا في الخير. لا تدع صائمًا في سوريا يمر بهذا اليوم بلا وجبة تكرم صيامه. كن سببًا في إدخال السرور على قلبه، واغتنم أجرًا لا يُحصى. فربّ دعوة من طفل أو شيخ هناك تصعد إلى السماء، وتعود عليك بخير الدنيا والآخرة.