هي حملة سنوية قائمة على أربعة مشاريع تنفذها جمعية غراس الخير الإنسانية كل عام مع حلول عيد الأضحى المبارك، وما يحمله من معاني سامية فمن جهة تتجسد بهذه الحملة تعظيم شعائر الله عز وجل، ومن جهة أخرى تُظهر للعالم أجمع مدى رحمة المسلمين فيما بينهم وترابطهم وتكافلهم في هذه الأيام المباركة، لأن التعاطف والتساند والتآلف وتأكيد أواصر المحبة، إذا كان من الواجبات بين المسلمين طوال العام؛ فإنه يكون أوجب الواجبات في هذه الأيام المباركة التي تنفذ بها مشاريع حملة الأضحى التي بلغ عدد المستفيدين منها (17360) مستفيد/ة.

حملة عيد الأضحى التي تطلقها جمعية غراس الخير الإنسانية هي حملة لإدخال الفرح والسرور على قلوب السوريين الضعفاء والفقراء، وخاصة الأسر الفقيرة الأقل حظاً والأطفال الذين حرمتهم الحرب التي يعيشونها منذ أكثر من 10 سنوات الكثير من معاني هذه المناسبة، فالعيد في الإسلام يعني الفرح في أسمى معانيه.. الفرح في الطاعة والقرب من الله والفوز برضوانه.. الفرح بكف بكاء اليتيم وكفالته وإدخال السرور عليه.. الفرح بإغناء الفقير والمسكين والمحتاج عن سؤال الناس.. الفرح بنهضة الأمة وتوحدها وتآخيها كشعور المسلم الذي منّ الله عليه ببحبوحة في رزقه وماله في بلده الآمنة، بأخيه المسلم في بلد آخر، فكيف بالمسلمين الذين يعيشون في شمال سوريا وما يكابدونه من حرمان ونقص في الأموال والأنفس… العيد هو الفرح بفضل الله والاقرار بذلك والتصديق به من خلال مساعدة المسلمين الآخرين، تصديقاً لقوله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَِ} [يونس: 58].. هذا هو معنى الفرح في الإسلام.

ومن هذا المعاني العظيمة تطلق جمعية غراس الخير الإنسانية في كل عام حملة سنوية تحت عنوان “حملة الأضحى” التي تُقسم لأربع مشاريع خيرية هي:

1- مشروع إفطار صائم:

مشروع افطار صائم

يعد مشروع إفطار صائم أول مشروع تنفذه جمعية غراس الخير الإنسانية ضمن “حملة الأضحى”، حيث يبدأ في يوم عرفة المبارك الذي حث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على صيامه فإننا في “غراس الخير” نساهم مع المحسنين في نيل الأجر والثواب، من خلال تقديم وجبات الإفطار لإخواننا السوريون الضعفاء في مخيمات النزوح ودول اللجوء، فياله من أجرٍ عظيم عند الله كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: “مَنْ فَطَّرَ صَائمًا، كانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أجْر الصَّائمِ شيءٍ”.

2- مشروع كسوة العيد:

 مشروع كسوة العيد

في المرحلة الثانية من حملة الأضحى، تنفذ جمعية غراس الخير الإنسانية مشروع (كسوة العيد)، الذي يستهدف الأطفال المحرومين من أيتام وفقراء ومساكين الذين يقطنون وأسرهم في المخيمات ويعانون من أوضاع اقتصادية صعبة.
وتكمن أهمية مشروع كسوة العيد الذي تنفذه جمعية غراس الخير الإنسانية في مساعدة الفقراء والمحتاجين من المجتمع في الظهور بمظهر لا يقل عن أقرانهم من أعضاء المجتمع الذين تتوفر لهم الحياة الكريمة بإدخال الفرحة والسرور ووضعهم بمنزلة من لم ينقص عليه شيء.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَا مِنْ مُسْلِمٍ كَسَا مُسْلِمًا ثَوْبًا إِلاَّ كَانَ فِى حِفْظِ اللَّهِ مَا دَامَ مِنْهُ عَلَيْهِ خِرْقَةٌ”، اليتيم ذلك الطفل البريء الذي يترقب العيد بكلِّ لهفة وشوق، يحلم كبقية الأطفال بكسوة جديدة، وعيدية في يده، لذا كان مشروع الكسوة والعيدية لإدخال الفرحة على الأيتام، كون العيد بالنسبة لهم مرتبط بالفرح واللباس الجديدة.

3- مشروع الأضاحي:

مشروع الأضاحي

هو المشروع الأبرز ضمن حملة الأضحى السنوية حيث يبدأ التحضير للمشروع من قبل جمعية غراس الخير الإنسانية قبل شهر من حلول عيد الأضحى من كل عام، ويكون التنفيذ الفعلي مع حلول يوم النحر (نحر الأضاحي) وذلك لعظم مكانة هذه الشعيرة العظيمة ودورها في توطيد أواصر المحبة في المجتمع الإسلامي وترسيخ مبدأ التكافل فيه.
ويشمل التحضير والتنفيذ لهذا المشروع عدة مراحل من إجراء مناقصة لأسعار الأضاحي حسب الأصول، وفحصها عن طريق طبيب بيطري للتأكد من الشروط الشرعية الواجب توافرها في الأضحية لتصلح للنحر، وتحديد المسالخ وورش الذبح المعتمدة لتنفيذ المشروع، ثم نحر الأضاحي وتقسيمها كحصص ليتم توزيعها على سكان المخيمات والفقراء والمحتاجين بعد الحصول على القوائم الاسمية من الجهات المختصة في كل منطقة.

وتعتبر الأضحية إحدى شعائر الإسلام ولها فضل وثواب عظيم عند الله تعالى فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عمَلًا أحَبَّ إلى اللهِ – عزَّ وجلَّ – مِنْ هراقةِ دَمٍ، وإنَّهُ ليَأْتِي يَوْمَ القِيامَةِ بِقُرُونِها وأظْلافِها وأشْعارِها، وإنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِن اللهِ – عزَّ وجلَّ – بِمَكانٍ قَبْلَ أنْ يَقَعَ على الأرْضِ، فَطِيبُوا بِها نَفْسًا”.

فضائل هذا المشروع كثيرة يأتي في مقدمتها أنها من شعائر الله تعالى، وأن الذبح لله تعالى والتقرب إليه بالقرابين من أعظم العبادات وأجلّ الطاعات، وخاصة أن الأضاحي ستوزع على النازحين والفقراء والمحتاجين الذين يعيشون أوضاع اقتصادية صعبة.

4- مشروع عيدية الأضحى:

مشروع عيدية الأضحى

عيدية عيد الأضحى هو المشروع الرابع والأخير الذي تقوم به جمعية غراس الخير الإنسانية في حملة الأضحى، الذي يقوم على توزيع مبالغ نقدية كعيديات للأطفال الفقراء لإسعادهم وإدخال البهجة والفرحة على قلوبهم.

حيث يضع فريق جمعية الخير الإنسانية مبالغ مالية صغيرة في ظروف ورقية، ثم يتمّ توزيعها على الأطفال الفقراء المنتشرين على الطرقات والشوارع.

بلغ عدد المستفيدين من هذه المشاريع (17360) مستفيد/ة، وتركت هذه المشاريع آثار إيجابية كبيرة من خلال رسم البهجة على قلوب المستفيدين، وتخفيف العبء الاقتصادي عن الكثير من الآباء الذين أثقلت غلاء المعيشة كاهلهم، وترسيخ مبادئ الأخوة والتكافل الاجتماعي بين المسلمين وإشعارهم بأن لهم إخوةٌ يحملون همّهم و يقفون بجانبهم في السراء و الضراء، و تشمل الآثار الإيجابية أيضًا المساهمة في تحسين الوضع الاقتصادي من خلال تشغيل السوق المحلي وورش العمل التي تتكون من نازحين، حيث استطاعت أجور تشغيلهم من مساعدتهم في أيام العيد المباركة.

للمساهمة والتبرع في حملة الأضحى يمكنكم الدخول عبر الرابط الآتي: