قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن ما يعادل نحو 7.5 مليون طفل سوري يحتاج المساعدة الإنسانية الطارئة مشيرةً إلى أن حالات سوء التغذية بين الأطفال وصلت إلى أعلى من نصف مليون حالة.

وفي بيان صحفي أوضحت الأمم المتحدة أن الأحداث المتكررة من العنف والنزوح الذي يتبعه، والأزمة الاقتصادية الطاحنة والحرمان الشديد، وتفشي الأمراض والزلازل المدمرة في العام الماضي، تركت مئات الآلاف من الأطفال عرضة لآثار جسدية ونفسية-اجتماعية طويلة المدى.

سوء التغذية يلاحق 650 ألف طفل

وفقاً لليونيسف، يعاني أكثر من 650 ألف طفل سوري دون سن الخامسة من سوء التغذية المزمن، بزيادة قدرها نحو 150 ألف طفل خلال السنوات الأربع منذ عام 2019.

وبحسب دراسة استقصائية أجرتها المنظمة حديثاً في شمال سوريا، أبلغ 34% من الفتيات و31% من الأولاد عن معاناتهم من صدمات نفسية. بينما أشارت تقييمات سريعة أجريت في المناطق المتضررة من الزلزال إلى وجود نسبة أعلى من الأطفال الذين يعانون من صدمات نفسية شديدة بواقع 83%.

ما معنى سوء التغذية؟

سوء التغذية هو حالة صحية تحدث عندما لا يتلقى الجسم ما يكفي من العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها للعمل بشكل صحيح. يمكن أن يكون سببه نقص السعرات الحرارية أو البروتين أو الفيتامينات أو المعادن.

طفل يخضع لفحص سوء التغذية في شمال غرب سوريا

طفلة يخضع لفحص سوء التغذية في شمال غرب سوريا

وتختلف أعراض سوء التغذية اعتماداً على نوعها وشدتها، وتشمل بعض الأعراض الشائعة:

  1. التعب وضعف العضلات
  2. فقدان الوزن أو زيادة الوزن غير الصحية
  3. جفاف الجلد والشعر
  4. تقصف الأظافر
  5. ضعف الجهاز المناعي
  6. نزلات البرد
  7. صعوبة التركيز
  8. التقلبات المزاجية
  9. مشاكل في النمو والتطور (في الأطفال)

مخاطر أشد!

يمكن أن يكون لسوء التغذية العديد من الآثار الجسدية الخطيرة مثل:

  1. ضعف الجهاز المناعي، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى والأمراض
  2. تأخر النمو والتطور، خاصة عند الأطفال
  3. مشاكل في الجهاز الهضمي
  4. مشاكل في القلب
  5. ضعف العظام
  6. العقم
  7. الإعاقة
  8. الموت

عيد ميلاد حزين!

وقالت المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أديل خُضُر إن: “الحقيقة المحزنة هي أن العديد من أطفال سوريا سيحتفلون بعيد ميلادهم الثالث عشر، خلال الأيام المقبلة، ويصبحون مراهقين، مع العلم أن طفولتهم بأكملها حتى الآن قد اتسمت بالصراع والنزوح والحرمان”.

وتابعت قائلة: “في نهاية المطاف، يحتاج الأطفال إلى فرصة. إنهم بحاجة إلى حل سلمي طويل الأمد للأزمة، ولكن لا يمكننا أن ننتظر حتى يحدث ذلك. وفي غضون ذلك، من الأهمية بمكان ضمان حصول الأطفال والأسر ليس على الخدمات الأساسية فحسب وإنما أيضا أن نزود الأطفال بالمهارات اللازمة لبناء مستقبلهم”.

الفاتورة الأكبر يدفعها الأطفال

وتشير اليونيسف إلى انخفاض التمويل الإنساني إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، سواء داخل سوريا نفسها أو بالنسبة للسوريين في البلدان المجاورة. وما يقرب من نصف الأطفال في سن الدراسة(5.5 مليون طفل) بعيدون عن مقاعد المدارس.

وقالت السيدة خضر: “دفع جيل من الأطفال في سوريا بالفعل ثمنا لا يطاق لهذا الصراع. إن الدعم المستمر من المجتمع الدولي أمر بالغ الأهمية لاستعادة الأنظمة اللازمة لتقديم الخدمات الاجتماعية الأساسية، مثل التعليم والمياه والصرف الصحي والصحة والتغذية والحماية الاجتماعية، وضمان عدم ترك أي طفل في سوريا خلف الركب”.

أزمة السوريين.. مغيبة إعلامياً ولكنها باقية

ما يعمق أزمة الاطفال النفسية، هو استمرار الأعمال العسكرية وما يرافقها من موجات نزوح، فلا تزال مناطق شمال غربي سوريا ترزح تحت وطأة قصف النظام وروسيا والمليشيات الإيرانية.

ففي أكتوبر 2023، أعلن الدفاع المدني السوري أن قوات النظام السوري وروسيا صعدت “بشكل خطير وممنهج” هجماتها الصاروخية والجوية شمال غربي سوريا على مدى قرابة أسبوع مخلفة عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.

قصف النظام على الأحياء السكنية في الشمال السوري

قصف النظام على الأحياء السكنية في الشمال السوري

ووثقت فرق الدفاع المدني السوري حينها مقتل 46 مدنيا بينهم 13 طفلا و9 نساء، في حين أصيب في هذه الهجمات 213 مدنيا بينهم 69 طفلا و41 امرأة، ومن بين المصابين متطوعان من الدفاع المدني السوري بقصف استهدف إدلب أثناء قيامها بعملهما.

وأشار الدفاع المدني حين إذ إلى أن التصعيد الذي امتد من الرابع إلى الثامن من تشرين الأول، واستخدمت فيه قوات النظام “أسلحة حارقة وعنقودية محرمة دولياً” يهدد بشكل خطير حياة المدنيين، ويفرض حالة من عدم الاستقرار وتهجيرا جديدا يزيد مأساة متأصلة لأكثر من 12 عاماً.

وكان اليوم الثالث من التصعيد في 6 من تشرين الأوا، أكثر الأيام دموية، إذ قتل 15 مدنياً بينهم 3 أطفال وامرأة، وأصيب نحو 80 مدنياً بينهم 24 طفلاً و 14 امرأة، جراء هجمات ممنهجة شنتها قوات النظام بقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وبصواريخ تحمل ذخائر حارقة وصواريخ عنقودية، وغارات جوية من قبل المقاتلات الروسية، وفق الدفاع المدني.

وشملت عمليات القصف 50 مدينة وبلدة وقرية في ريفي إدلب وحلب، استهدفت الأحياء السكنية والأسواق وخيام المهجرين ومتضرري الزلزال الذي ضرب المنطقة في السادس من شباط 2023.

ووفق المصادر نفسها، تعرضت 10 مرافق تعليمية للهجمات بينها 9 مدارس وبناء لمديرية التربية، كما تعرضت 5 مرافق طبية للاستهداف المباشر الذي خلف فيها أضرارا، واستهدف القصف 5 مساجد، و 3 مخيمات و 4 أسواق شعبية و 4 مراكز للدفاع المدني السوري، بينها مركز لصحة النساء والأسرة، ومحطة كهرباء و 3 مزارع لتربية الدواجن.