اندلع حريق في مخيم رمضان الذي يأوي عدداً كم عوائل اللاجئين السوريين في منطقة وادي الأرنب بعرسال، من دون ورود أنباء عن خسارات بشرية.
وأفاد مكتب جمعية غراس الخير في عرسال، باحتراق 19 خيمة بالكامل و 9 خيام بشكل جزئي.
ويضم مخيم رمضان 45 عائلة موزعين على نحو 35 خيمة، ويمكث سكان المخيمات المحترقة الآن في العراء وسط تدني درجات الحرارة وتشكل الصقيع.

بموازاة ذلك أوضح الدفاع المدني اللبناني أن فرقه هرعت إلى موقع الحريق لإخماده، مشيراً إلى أن ألسنة اللهب طالت عدداً كبيراً من الخيم، كما سجلت بعض حالات الاختناق.

حرائق مخيمات اللاجئين السوريين بلبنان.. مسلسل طويل

وتعد الحرائق مسلسلاً طالت حلقاته على مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، كالحريق الذي شبّ في نهاية شباط 2023 بمخيّم “الشفق” الواقع ضمن مخيّمات عرسال، ما أدّى إلى وفاة لاجئة سوريّة وابنها.

وتعاني معظم مخيمات عرسال على الدوام من حالة فقدان “طفايات” الحرائق، التي غالباً ما تكون فارغة أو منتهية الصلاحية، وفق شكاوى الأهالي على وسائل التواصل الاجتماعي.

وسبقه اندلاع حريق، أواخر عام 2022، في مخيم “الوفاء” العماني للاجئين السوريين بمنطقة عرسال، ما أدى إلى إصابة شخصين واحتراق 100 خيمة بشكل كامل.

وتتكرّر الحرائق التي تضرب مخيّمات اللاجئين السوريين في لبنان، بعضها مُفتعل بدوافع عنصرية أو انتقامية.

وكان فريق “منسقو استجابة سوريا” وثّق اندلاع أكثر من 45 حريقاً بمخيمات اللاجئين السوريين بلبنان، خلال العام الفائت 2022، ما تسبّب باحتراق الماديات وبأضرار كبيرة في المخيمات، وسط ضعف كبير في عمل المنظمات الإنسانية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين.

انسحاب نهائي!

وكان (اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية) “URDA” في لبنان، رفع يده عن جميع مخيمات اللاجئين السوريين التي كان يكفلها في منطقة عرسال اللبنانية بشكل نهائي.

بيان صادر عن اتحاد جمعيات لبنان

بيان صادر عن اتحاد جمعيات لبنان

وقال الاتحاد في بيان أصدره في ذلك الحين، إنه “بسبب الوضع الاقتصادي الضاغط وقلة التبرعات، لم يعد اتحاد الجمعات مسؤولاً عن إدارة أي مخيم في عرسال، رافعاً يده عن جميع المخيمات التي كان يكفلها، وبالتالي فهو غير ملزم بتأمين مصاريف مخيمات معينة أو إيجار الأراضي التي تقوم عليها هذه المخيمات”.

وطالب البيان وقتها الجهات الخيرية كافة باعتبار “هذه الرسالة إقراراً من الاتحاد بعدم كفالته لأي مخيم، وللجهات الرسمية والبلدية بعدم مسؤوليته عن أي مخيم، وإشعاراً لأهل كل مخيم أنه عليهم حل مشكلاتهم بالتنسيق مع شاويش مخيمهم أو لجنته أو انتخاب غيرها”.

وأضاف أن “الاتحاد لم يعد له أي قرار في تعيين أي شاويش أو مدير للمخيم، وسيوقف أية كفالة لمسؤول مخيم ويعتبر نفسه في حل منها”.

ودعا البيان بلدية عرسال إلى وضع تسعيرة موحدة لاستئجار الأراضي لإقامة خيم “تماشياً مع روح الإنسانية واحتراماً لمصالح أهالي عرسال، وذلك بما يتناسب مع المنطق والمعقولية”.

وكما حث أصحاب الأراضي في عرسال على “تقديم الدعم للجهود الإنسانية والتعاون في تأمين أماكن إقامة للمحتاجين، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على توازن الإيجارات وعدم تحميل اللاجئين أعباءً مادية لا تطاق”.

وفيما يخص المخيمات التابعة للاتحاد في عرسال، أعلن البيان أن الاتحاد تخلّى عن مسؤوليته نتيجة للظروف الصعبة التي يواجهها، مشيراً إلى أن هذا القرار يخدم مصلحة السكان في المخيمات الذين يعانون من نقص في المساعدات بسبب تخلي الاتحاد عن دعمه.

وطالب البيان “الجمعيات الإنسانية والمنظمات ذات الصلة بتقديم الدعم والرعاية للمخيمات التي تخلى الاتحاد عن مسؤوليتها، والعمل على توزيع المساعدات بشكل عادل وتأمين الاحتياجات الضرورية للسكان في تلك المناطق”.

قنابل موقوتة بقلب الدار!!

تعد المدافئ من أخطر الموجودات التي تكبّد المخيمات خسائرة فادحة في فصول الشتاء، فمع انخفاض الحرارة لدراجات متدنية، يصبح النازحون أمام خيارين، إما الموت برداً أو المغامرة باستخدام المدفأة.

فمنذ بداية عام 2024 فقط، تسببت المدافئ بإضرام 17 حريقاً بمخيمات النازحين، وحصدت أرواح العديد إما حرقاً أو اختناقاً.

وبحسب تقرير لفريق “منسقو استجابة سوريا”، فإن 90% من النازحين يعتمدون على المدافئ غير الآمنة لنيل الدفء، مشيرةً إلى أن استخدام المواقد للغرض الطهي، يعد من المسببات الأساسية أيضاً للحرائق.

وفي عام 2023، أخمدت فرق “الدفاع المدني السوري” أكثر من 2670 حريقًا في الشمال الغربي من سوريا، بحسب بيانٍ سابقٍ لها.

توصيات من الدفاع المدني

وقدمت فرق الدفاع المدني عدة توصيات لأهالي المخيمات من شأنها تجنيبهم مخاطر الحريق وأتت كما يلي: 

  1. إبعاد مصادر النيران والوقود عن الأطفال.
  2. فصل ألواح الطاقة الشمسية عن البطاريات في وقت العواصف.
  3. عدم استخدام الغاز المنزلي في التدفئة وتسخين المياه في الغرف الضيقة سيئة التهوية.
  4. التأكد من التوصيلات الكهربائية وتفقدها بشكل دائم، وخاصة توصيلات المدافئ الكهربائية.
  5. تهوية الغرف بشكل دائم في حال استخدام مدافئ الغاز.
  6. عدم إشعال النيران بالقرب من الخيام.
  7. إبلاغ فرق الدفاع المدني السوري فور حصول حريق ولو كان صغيرًا.

مخيمات اللاجئين السوريين، تكون عرضاً للحرائق