بعينيه الحزينتين وصوته المخنوق يسطّر أبو محمود مآسي السوريين المهجرين إلى حياة المخيمات في عرسال بلبنان والشمال السوري.

حالة الخيبة التي تعتري أبو محمود اللاجئ في مخيمات عرسال، ما هي إلا نتاج غياب المساعدات ولا سيما تلك المتعلقة بالشتاء.

حالة أبو محمود هي أنموذج بسيط من حالة اجتماعية تقهر النازحين السوريين على مدى أكثر من 10 سنوات، ففي عرسال وجرودها يوجد نحو 120 ألف لاجئاً سورياً يتجرعون ذات الكأس.

وتتكرر مأساة الشتاء ذاتها على شمال غربي سوريا أيضاً، الذي بات خزاناً بشرياً يحتضن أكثر من 6 مليون سوري (في محافظة إدلب وريفها ،ودرع الفرات ،وغصن الزيتون) ممن هجرهم نظام الأسد من دورهم في عموم البلاد.

غراس الخير “لبيكم”

عقب توثيق حالة السيد أبو محمود، هرعت فرق جمعية غراس الخير لتلبية احتياجات المخيمات، عبر تأمين مادة المازوت للعائلات الأكثر عوزاً.

ويوازي ذلك، توزيع جمعيتنا المتواصل للوازم الشتاء على الشمال السوري، فضلاً عن الاستجابة الطارئة للعائلات المتضررة من السيول والأمطار والحرائق.

!!الأمم المتحدة قطعت الشريان

وزاد الطين المخيمات بلّة، إعلان منظمة الأمم المتحدة تخفيض مساعداتها للشمال سوريا إلى النصف في عام 2024 الحالي، ما ترك الواقع الصحي والخدمي في المنطقة بوضع حرج، فهذا الانسحاب بدأ يلقي بظلاله على جميع القطاعات والخدمات.