أطلقت جمعية غراس الخيرية حملة  “أسعدهم بأضحية” لتقديم الأضاحي العيد لأهلنا المهجرين في مخيمات الشمال السوري وعرسال بلبنان
هذه الحملة هي الـ11 منذ أطلقنا مشروع جمعية غراس الخير الإنسانية.

الأضحية.. تعريف وشروط

يحتفل المسلمون في عيد الأضحى بذبح الأضحية وتوزيعها على المحتاجين، وهي شعيرة دينية تعبر عن الإيمان والتقوى، وتُعد تذكيرًا بالتضحية العظيمة التي كان سيدنا إبراهيم عليه السلام على استعداد لتقديمها امتثالاً لأمر الله تعالى.

قال تعالى: “ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ” الحج 32. 

بدايةً علينا معرفة ما الذي يصلح للتضحية به، فالخيارت متنوعة عن الخراف. 

الأضحية هي ما يُذبح في يوم النحر من بهيمة الأنعام (الإبل، والبقر، والغنم) تقرباً إلى الله تعالى، ويُعد أفضل الذبائح الإبل، ثم البقر، ثم الضأن، وتُجزئ

ويجب أن تبلغ الأضحية السن المعتبر شرعاً، بأن تكون ثنياً (عمرها بين 1-2 عام)من الإبل أو البقر أو المعز، وجذعاً من الضأن (عمرها لا يقل عن 8 أشهر)، وهو ما ورد

في حديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: “لا تذبحوا إلا مسنة، إلا أن تعسُر عليكم، فتذبحوا جذعة من الضأن” رواه مسلم.

عمر الأضحية

عمر الأضحية

من الضروري أيضاً أن تخلو الأضحية من العيوب “العوراء البيِّن عورها، والمريضة البيِّن مرضها، والعرجاء البيِّن ضلعها، والكسير”.

كما أن هناك عيوباً مكروهة ولكنها لا تبطل الإجزاء، ويفَضَّل خلوها من الأضحية كأن تكون مقطوعة القرن، أو الأذن، أو الذنب.

يجب أن يكون الذبح من بعد صلاة العيد، فمن ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله، ويمتد وقت الذبح على الصحيح حتى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق، وهو اليوم 13 ذي الحجة.

وتُجزئ الأضحية الواحدة عن الرجل وأهل بيته وإن كثروا.

آداب ذبح الأضحية.. واستحضار النية

يمكن للمضحي أن يذبح أضحيته بنفسه، على أن يتوجه صوب القبلة ويذبحها، مع ترديد “بسم الله الله أكبر، ويسأل الله القبول، كأن يقول: اللهم هذا عني وعن أهل بيتي”، أو: “اللهم تقبل مني ومن أهلي”، أو تذكر اسمك فتقول: “اللهم تقبل من فلان وآل فلان”.

ويوصي الإسلام في آداب الذبح الإحسان إلى الماشية وإراحتها، فإن المحضى به إبلاً فتنحر قائمة معقولة رجلها اليسرى

أثناء عملية ذبح الأضحية، على المضحي أن يستحضر نية التقرب لله بذبح الأضحية، ويجب أن يراعي أن “الأقربون أولى بالمعروف” فيقصد بأولوية التوزيع أقرب الناس إليه، وأحوجهم إلى الصدقة.

كما يُسنُّ للمُضحّي أن يترك لأهل بيته جزء من أضحيته فيأكل منها ويأكلون “إذا ضَحَّى أحدُكم فَلْيَأْكُلْ من أُضْحِيَتِهِ”.

كيف أقسم الأضحية وأوزعها؟

استحب عامة أهل العلم أكل المضحّي من أضحيته، مستدركين أنه لا ليس عليه حرج إن لم يأكل منها وتصدّق بكاملها على الفقراء والمساكين.

ولكن في العموم ظلت مسألة حجم القسمة والتوزيع محط اختلاف بين المذاهب الفقهية، فالحنفية والحنابلة قالو بتقسيم لحوم الأضحية ضمن حدود ثابتة إلى ثلاثة أثلاث، ثلث للمضحّي وثُلث يهديه للصديق، وثُلث يتصدّق به على الفقراء والمساكين. 

بينما ذهب الشافعية إلى القول بأن للمضحّي أن يتصدق بكامل أضحيته إلّا شيئاً قليلاً يأكله. 

أما علماء المالكية فقالوا بعدم تحديد كيفية قسمتها وتوزيعها، وأن للمُضحِّي أن يأكل من لحوم الأضاحي ما يشاء ويتصدق منها بما شاء، مستدلين في ذلك بقوله تعالى: “فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْبَآئِسَ الْفَقِيرَ” سورة الحج.