حملة الوفاء لإدلب.. نموذج ناجح للتعاون المجتمعي
حملة الوفاء لإدلب.. نموذج ناجح للتعاون المجتمعي
تعد محافظة إدلب شمال سوريا واحدة من أكثر المناطق الثائرة تضرراً جراء قصف النظام البائد بالبراميل المتفجرة خلال سنوات الثورة السورية الطويلة، حيث يعيش سكان محافظة إدلب في ظروف صعبة نتيجة القصف الوحشي لنظام بشار الأسد بالتعاون مع حلفائه من الروس والإيرانيين والعصابات الشيعية المرتزقة من العراق وايران، مما سبب دمر البنية التحتية بشكل كبير جدً ونزوح ملايين السوريين لمحافظة إدلب. وفي ظل هذه التحديات والظروف القاسية، برزت بعد تحرير سوريا من النظام البائد وانتصار الثورة السورية مبادرات مجتمعية متنوعة تهدف إلى تخفيف المعاناة وتحسين الظروف المعيشية للسكان. من بين هذه المبادرات الشعبية المميزة، تبرز “حملة الوفاء لإدلب” كنموذج ناجح للتعاون المجتمعي، لما تمثله من قوة التكاتف الاجتماعي والإرادة الجماعية بين الشعب والدولة والمنظمات الخيرية في مواجهة الأزمات الإنسانية الملحة.

بداية الحملة وأهدافها
انطلقت حملة الوفاء لإدلب من خلال دعوات مجموعة من الناشطين المدنيين والجهات التطوعية المحلية استجابة لنداءات آلاف السوريين الذين يعيشون في مخيمات الشمال السوري، بدعم كبير من رجال الأعمال السوريين والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية انطلقت الدعوات للحملة. حيث ركزت على تلبية الاحتياجات الأساسية العاجلة لأهل محافظة ادلب الكرام الذين كانوا درع الثورة السورية العظيمة، خاصة الفئات الأكثر ضعفًا من النساء، والأطفال، وكبار السن، والنازحين في مخيمات الشمال السوري.

تمثل الهدف الرئيسي للحملة في إعادة خدمات البنية التحتية الأساسية للمحافظة في مجال الصحة والتعليم والطرق والطاقة…الخ، إلى جانب رفع الوعي المجتمعي حول أهمية التضامن والتعاون في مواجهة التحديات. كما سعت الحملة إلى تعزيز روح المسؤولية المجتمعية وتشجيع المبادرات الفردية والجماعية على المشاركة في جهود الدعم الإنساني.

حملة الوفاء لإدلب من اجل مليون قلب يعيشون في مخيمات إدلب
النجاحات والإنجازات لحملة الوفاء لإدلب
حصدت حملة “الوفاء لإدلب” اهتماماً استثنائياً بعدما نجحت في جمع أكثر من 208 ملايين دولار بعد المشاركات السخية من رجال الأعمال السوريين من أبناء المحافظة الأكارم ولاسيما رجل الأعمال السوري المعروف السيد غسان عبود، لتصبح واحدة من أهم الحملات الإنسانية في سوريا. هذا التفاعل الضخم أثار موجة واسعة من الترحيب وخصوصاً بعد حضور السيد أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية ومعظم فئات المجتمع السوري من مسؤولين ومؤثرين وإعلاميين الثورة المعروفين.
مثل نجاح الحملة أمل كبير في طريق إعادة إعمار سوريا وعودتها أجمل مما كانت بعد سنين الصبر والعذاب الطويلة..

مساهمة جمعية غراس الخير الإنسانية في حملة الوفاء لإدلب
في خطوة تعكس التزام جمعية غراس الخير الإنسانية بدعم القطاع التعليمي الحيوي، أعلنت الجمعية من خلال كلمة المدير التنفيذي لجمعية غراس الخير السيد عباس شمس الدين عن التزام الجمعية بنفيذ تبرعات بقيمة 650 ألف دولار أمريكي لدعم العملية التعليمية في محافظة إدلب التي يعاني فيها القطاع التعليمي بشكل كبير حيث معظم المدارس مدمرة ولاسيما في الريف الجنوبي.
الخاتمة
تمثل حملة الوفاء لإدلب مثال حقيقي على قوة التعاون المجتمعي بين الشعب والدولة والمنظمات الخيرية ورجال الأعمال الوطنيين،. كما أنها تعكس قدرة المجتمعات المحلية مهما كانت الظروف صعبة على التنظيم الذاتي وتقديم حلول مبتكرة ومستدامة للتحديات اليومية، بعيداً كل البعد عن الاعتماد على الدعم الخارجي المشروط.

إن قصة حملة الوفاء لإدلب ليست مجرد تجربة إنسانية ناجحة، بل هي رسالة أمل لكل الشعوب الحرة، مفادها أن العزيمة المشتركة والعمل الجماعي قادران على تحقيق المستحيل، وأن التضامن المجتمعي يمكن أن يكون القوة الحقيقية التي تنقذ الأرواح وتعيد البسمة إلى وجوه الأطفال والأسر المحتاجة.
في النهاية، يمكن القول إن حملة الوفاء لإدلب تشكل نموذج ناجح يحتذى به في العمل المجتمعي، حيث توحدت الجهود، وتجاوزت الصعوبات، وأثبتت أن الانتماء والتعاون قادران على بناء مستقبل أفضل حتى في أصعب الظروف. كل الشكر والتقدير لكل من ساهم ونظم وساعد وتبرع خلال هذه الحملة الرائعة.